رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شاكيرا آدمز.. يوميات لاجئة إثيوبية في «أم الدنيا»

شاكيرا آدمز
شاكيرا آدمز

حتى سنوات قليلة مضت، لم تكن إثيوبيا ذات أهمية في حوارات المصريين، الغالبية العظمى في الشارع المصرى، لم تكن تتعامل معها سوى إنها إحدى دول القارة الأفريقية، وتحديدا “دولة المصب” لنهر النيل، لا أكثر ولا أقل.

السياسة.. هي الأخري لم تكن حاضرة في أي حديث يتطرق إلى إثيوبيا، باختصار.. الشارع المصرى كان يعانى من حالة “أمية” بالأوضاع هناك، غير أن السنوات القليلة الماضية دفعت بـ”أديس أبابا” – العاصمة الإثيوبية- إلى صدارة المشهد المصرى، ليس هذا فحسب، لكن إثيوبيا، بدأت – وبخطوات ثابتة- تدخل مربع “أعداء المحروسة”، لا لشيء إلا لأنها استغلت الأوضاع المعقدة التي شهدها الداخل المصرى، بعد رحيل نظام مبارك في العام 2011، واتخذت خطوات واقعية وجادة وسريعة في إنشاء “سد النهضة”، الذي تحول لـ”صداع مزمن” تعانى منه رءوس المصريين جميعا بلا استثناء.

ووسط هذا الجهل والغضب الذي يتعلق بـ”إثيوبيا في حياة المصريين”، هناك ملف سقط تحت الأقدام، لم يحاول أحد التعامل معه بالاهتمام الكافى، ولم توله أية جهة الأهمية المطلوبة، فظل “حبيس الأدراج”، ولم تخرج حكايات أصحابه من بين صدورهم، وهو ملف “اللاجئين الإثيوبيين في القاهرة”.

“شاكيرا آدمز” لاجئة إثيوبية في مصر، تحدثت عن سنواتها في القاهرة، وقالت: وصلت مصر ديسمبر 2013، وبدأت دراسة اللغة الإنجليزية في الجامعة الأمريكية، إلى جانب أننى طالبة نموذج الاتحاد الأفريقي في معهد البحوث والدراسات الأفريقية، وكذلك طالبة نموذج وزارة الخارجية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كما عملت في الوقت ذاته كمترجمة (عربي- أثيوبي) في المؤسسة المصرية لحقوق اللاجئين، إلى جانب العمل في مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، وتوليت عملية الترجمة في ورش تدريبية نظمتها منظمة الهجرة الدولية، والمفوضية السامية لشئون اللاجئين.

“شاكيرا” تابعت قائلة: أعمل الآن مع هيئة تيرديزوم السويسرية في مشروع تطوير مجتمعات اللاجئين في مصر، بالتحديد القاهرة الكبرى، كما أسست مبادرة شبابية مجتمعية تطوعية اسمها (Oromo voluntary Association OVA )
وحول رؤيتها للمجتمع المصري خلال السنوات الثلاث التي قضتها داخله، قالت “شاكيرا”: أكثر الاشياء التي قابلتني في مصر عدم معرفة بعض المجتمع المصري بالحضارة والثقافة الأفريقية، وبالتحديد ثقافة وشعوب دول حوض النيل، فلم أواجه مشكلة مع المجتمع المصري كوني أتحدث العربية بطلاقة، لكن عندما أكون في أماكن لا أستطيع الدخول فيها إلا بالهوية هنا تكمن المشكلة.

وواصلت قائلة: الجنسية الإثيوبية غير مرحب بها لأسباب كثيرة، منها عدم معرفة الشعوب ببعضها وتفهم مشكلاتها ما يسبب أزمة، كما أن القليل في مصر يعرف أن المجتمع الأثيوبي يواجه مشكلات لا حصر لها مع حكومته، بالتحديد قضية الأورومو، حيث الإقليم الذي انتمي إليه، لكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى أننى وجدت ولمست أن المصري إنسان جدع بطبعه، وأحيي فيه الكرم والنخوة والشجاعة.

“شاكيرا” حكت عن الموقف الذي واجهته بمصر قائلة: واجهنى موقف في شخص قبل عام.. كنت في لقاء وتطاول بألفاظه عندما عرف أنني إثيوبية، ولم أرد عليه لكنه استمر يشتم إلى أن شكرته على ذوقه، بعدها بحث عنى كثيرا حتى استطاع الوصول إلى وبعث لي باقة ورد ورسالة اعتذار، نادما على ما فعله، فأنا لا أعرفه لكنني أتفهم ردة فعل أمثاله الذين يعبرون عن غضبهم تجاه إثيوبيا بسبب أزمة سد النهضة.

وأضافت: الأشياء التي من الضروري أن يعرفها المجتمع المصري أن المجتمع الأثيوبي بصفة عامة والأورومي بصفة خاصة موجود في مصر، لأنه مضطهد من حكومته المستبدة، نتيجة سلب أراضيه وبسبب الاعتقالات التعسفية والعشوائية، ونتيجة الظلم المفروض عليه هو هنا ليحمي نفسه، ورغم اختلاف اللغة والعادات والثقافات إلا أنه اختار مصر لأنها آمنة كما ذكر “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” نحتاج أن يتفهم المجتمع المصري أن بلدهم آمنة مقارنة بدول الجوار التي تسلم اللاجئين لحكوماتهم.

وعما تراه “شاكيرا “ في احتياجها وغيرها من الشعب المصرى قالت: أن يتفهموا (قضية الأورومو بعيدا عن السياسة)، وأن يدركوا أن الأورومو هي أكثرية مهمشة، فالأورومو أكبر أقاليم إثيوبيا وأكثرها اضطهادا فإقليم أوروميا يمثل 65% من مساحة دولة إثيوبيا، يتحدثون اللغة الأورومية، وعددهم يتجاوز 45 مليونا، والمدن الرئيسية والعاصمة ومبنى الاتحاد الأفريقي موجودة في هذا الإقليم كما يوجد أقدم عظام بشري في هذا الإقليم وأقدم حضارة، وأوروميا كانت ضمن مملكة الكوش القديمة

Advertisements
الجريدة الرسمية