رئيس التحرير
عصام كامل

إلهامي عجينة.. وتوكيل «المسخرة» الجديد!


ربما لا يعلم كثير من المصريين أن النائب عن دائرة بلقاس وجمصة «إلهامي عجينة»، ليس أول مرة يدخل البرلمان. فقد كان عضوًا عن «الحزب الوطني المنحل» في «برلمان 2005». وقتها أُطْلِقَ عليه لقب «النائب الهولندي». إلا أنه في العام 2007 أُجْبِر على تقديم استقالته من البرلمان؛ لاحتفاظه بالجنسية «الهولندية»، رغم تأكيده بأنه تنازل عنها بعد فوزه؛ ما يعني أنه قدم لمجلس الشعب أوراقًا «مزورة»!


«عجينة» منذ دخوله مجلس النواب في دورته الحالية وهو لا يكف عن إطلاق التصريحات «الشاذة»، والمثيرة لـ«الغثيان» أيضًا.. وكأنه جاء استكمالًا لظاهرة النواب المثيرين للجدل أمثال نائب التطبيع مع إسرائيل، قبل إسقاط عضويته، والنائب «ملك السيديهات»، وأول عضو «يحلف» بـ«الطلاق» تحت القبة!

فرغم اعتراف الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ«ثورة 25 يناير»، و«دستور 2014» نص عليها في ديباجته، إلا أن النائب «إلهامي عجينة»، وفي أحد لقاءاته مع الإعلامي وائل الإبراشي وصفها بـ«25 خساير»، مدعيًا أنها «ثورة أمريكية أوروبية، وليست مصرية»، مؤكدًا أنه جاء إلى البرلمان لـ«الانتقام منها»!

«إلهامي عجينة» بدأ الدورة البرلمانية بتصريح «لا علاقة له بالعقل»، عندما اعترض على ارتداء زميلاته في المجلس «الجاكت، والبوت»، ومطالبته لهن بـ«الاحتشام»، وعدم ارتداء «ملابس بألوان صارخة، وسواريه، وبنطلونات ضيقة لا تتناسب مع قدسية المكان، وقدسية العمل الذي يؤديه النواب»!

بعدها بأيام خرج علينا «عجينة» مطالبًا بـ«منع البوس» بين الرجال، بحجة «منع الأمراض»، قائلًا إنه بـ«يبوس مراته وأولاده فقط»!

ثم عاد بتصريح جديد قائلًا إنه سيذهب إلى البرلمان بـ«شورت وفانلة وكاب»؛ وذلك على خلفية معاتبة الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس، للنائب أحمد الطنطاوى لارتدائه «بلوفر»!

ومؤخرًا أطلق «عجينة» تصريحات أكثر استفزازًا من تصريحاته السابقة، منها ما يتعلق بـ«الضعف الجنسي» لمعظم المصريين، ومطالبته بإجراء تحليل «مخدرات» للنواب والمحافظين والوزراء، وأخرى وصف فيها ضحايا مركب رشيد الغارق بـ«المنتحرين»، وثالثة الأثافي عندما طالب بإجراء «كشوف عذرية» على الفتيات المقبلات على دخول الجامعة؛ بزعم الحد من الزواج العرفي.. الأمر الذي دعا شبكة إعلام المرأة العربية إلى تدشين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لإسقاط عضوية «إلهامي» وإحالته إلى لجنة القيم بمجلس النواب.

وإذا كان «عجينة» وصف استقبال زميله السابق للسفير الإسرائيلي بـ«العته السياسي»، فأي وصف تستحقه تصريحات سيادة النائب؟

إن التصريحات المثيرة للجدل التي يطلقها «إلهامي عجينة» كل فترة، وصمت «المجلس الموقر» عليه، تجعلنا نتساءل: هل يلعب هذا النائب دورًا مرسومًا له؛ لإلهاء الناس عن فشل الحكومة، أم يمارس «مسخرة» تطوعية؛ لجذب الأضواء عليه، حاصدًا الشهرة، حتى ولو كانت بطريقة «شاذة»؟

ثم ماذا لو كان نائب من «المعارضة»، أو من خارج ائتلاف «دعم مصر»، أو من حزب «النور السلفي» هو الذي أطلق هذه التصريحات المثيرة للجدل؟، هل كان يتم التعامل معه بنفس هذا «الصمت»، أم سنجد «استنفارًا» من النواب لإسقاط عضويته؛ بحجة الإساءة إلى البرلمان؟
لكِ الله يا مصر.. وربنا يصبرنا على نوابنا!
الجريدة الرسمية