رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. حكايات من داخل مشرحة قصر العيني

فيتو

تشعرك مشرحة قصر العيني للوهلة الأولى في أول خطوة تخطوها قدمك بالخوف وفقدان الحياة، فالمشرحة دائما باردة ومخيفة وتداعب أنفك رائحة الفورملين، وهي من اسوأ الروائح وخاصة أنها مضرة بالجهاز التنفسي، إلا أنها ضرورية لحفظ الجثث من التعفن، ورويدا رويدا تبدأ أنفك في التعود ولكن عليك ألا تتناول الطعام كي لا تصاب بالغثيان.


مبنى المشرحة مكون من خمسة أدوار؛ الدور الأول يوجد به قاعات سيكشن التشريح، وهو مكون من مجموعات وكل مجموعة تتكون من كراسي طاولة توضع عليها الجثة للتدرب عليها وتشريحها، بالإضافة إلى مجموعة من الخزائن لحفظ الهياكل العظمية، ويتكون الدور الثاني من مكاتب أساتذة القسم وأعضاء هيئة التدريس والدور الثالث لقسم الهيستولوجي؛ والدور الرابع هو متحف جثث وهياكل قسم الأناتومي "التشريح".

ويؤكد عمال المشرحة بوجود أشباح تطوف المشرحة ليلا -بحسب قولهم-؛ فقد أكد ذلك عم سعد قائلا: "أعمل بالمشرحة منذ 14 عاما؛ ودائما تكون نوبات الليل مخيفة، وخاصة في بداية عملي بالمشرحة إلا أنني قد اعتدت الأمر؛ أحيانا أجد بوابات الطرقات الداخلية تفتح من نفسها وأصواتا الطرق على الأبواب وأصوات صفير لا يهدأ وحتى إذا غفت عيني رأيت كوابيس توقظني من نومي وأحيانا أسمع أصواتا تخاطبني "قوم اصحي يا سعد" وأقوم فعلا وأقول لهم: "عايزين مني إيه لا تؤذوني ولا أذيكم".

فيما يشير طلاب قصر العيني إلى صعوبة أول سكشن في المشرحة، فبعضهم قد أصيب بالغثيان والقيء وفقدت بعض الفتيات وعيهن وسقطن مغشيا عليهن، فيما عانى بعضهم من كوابيس أول مرة بالرغم من ذلك "الوقت كفيل بحل جميع هذه المشكلات بالتعود" فبعضهم في نهاية السنة يشعر بالحب تجاه المشرحة حتى أن بعضهم يجلس أمامها بعد انتهاء دراسة مواد التشريح والتي يدرسها الطلاب في الفرقة الأولى والثانية.

فيما تؤكد أسماء أحمد طالبة بكلية الطب: "في البداية كانت المشرحة صعبة ولكن بعد سنة كاملة في المشرحة وبعد شراء العظام والهياكل للمذاكرة عليها "خلاص إحنا نحسنا"؛ أول سكشن صاحبتي أغمى عليها من رائحة المشرحة، ولكن هناك طلاب آخرين استمتعوا بالمغامرة ودخول المشرحة".

وأضاف أحمد محمد طالب بكلية الطب: "يوم امتحان العملي لمادة التشريح اشتريت أكل وجبت العظام اللي اشتريتها عشان أذاكر عليها، وقعدت أرجع قبل الامتحان وأكلت في المشرحة عادي كنت حبيت المشرحة واتعودت على مسعود "جمجمة الجثة بتاعتي".
الجريدة الرسمية