رئيس التحرير
عصام كامل

أحلام المصريين لن تغيب


الأحداث التى شهدتها مصر خلال الأسبوع الماضى لا تصدق، وربما لا نعرف معناها لسنوات أو لعقود قادمة، ومن المستحيل أن لا تثير تلك الأحداث فينا قدرتها على تغيير مجريات التاريخ فى مصر، فالإدارة المصرية الحالية معنية بالتفكير فى الحديث عن قضايا جانبية لكى تبعد أنظار الناس واهتماماتهم عن القلق الذى ينتابهم من جراء المشكلات التى يعانون منها فى حياتهم اليومية.


عندما كنت فى مصر فى أغسطس الماضى دهشت من مستوى الحداثة التى يشهدها هذا المجتمع المغلق، وهذا يقول لى شيئين، أولهما أن مواطنى مصر ليس لديهم نقص فى أصحاب المشروعات المحتملين، وهذا هو بداية جيدة للنمو، وثانيًا أن الناس فى مصر مثلهم مثل أى شخص آخر على مستوى العالم من حقهم أن يحلموا.

وعند التفكير فى المشكلات المستمرة من المهم أن نتذكر ثلاثة أشياء؛ أولها أن الناس لا تتصرف مثل القوارض، والثانى أن المصريين يرفضون التعامل مع أى أمر يفرض عليهم من الخارج، خاصة أن مصر عانت على مدى عقود من تدخلات القوى الاستعمارية الأجنبية فى شئونها، والثالث أن الأمل فى المستقبل هو فكرة قوية للغاية.

ويبقى السؤال هو: ما الذى ينبغى علينا القيام به لمواجهة الفوضى فى مصر؟ والإجابة على هذا السؤال تبدأ بالحديث عن الذى لا ينبغى علينا عمله، وهو أنه لا يبغى أن نترك مصر والمصريين فريسة للإحباط، وأن نكون حذرين لرعاية بذور المثل الديمقراطية، مع التأكيد على أن الفرصة ما تزال سانحة، ولو لم يتم الاستفادة منها، فستكون النتيجة هى اتجاه مصر لأسفل.

أنا لا أعرف ما سوف يكون عليه الحال فى مصر بعد بضع سنوات من الآن، لكننى أعلم أنه على الأرجح أن مصر ستبدو مختلفة تمامًا عن البلد الذى نراه الآن، حتى لو كان لا يزال وفيًّا لتراثه الثقافى الأساسى، لكن ما أعرفه هو أن المصريين ما زالوا متمسكين بأحلامهم، وأن هذه الأحلام لم ولن تغيب عنهم.
• نقلا عن نيورك تايمز.


الجريدة الرسمية