رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

متى نكف عن ترويج الشائعات المغرضة؟!


إذا كان فضيلة مفتي الجمهورية قد دعا- ونحن معه- إلى ضرورة تجديد الخطاب الإعلامي والرسالة الإعلامية لشدة احتياجنا إلى ذلك فإننا في حاجة أشد إلى تجديد الفكر الديني وإصلاح الخطاب الديني نفسه؛ فأخطر آفات العصر هو الإرهاب، وأخطر الأفكار تلك التي ترتدي ثياب الدين وتكسب مساحة في عقول الشباب المغرر بهم والذين هم وقود الجماعات الإرهابية المتطرفة في وجه الدولة والإنسانية جمعاء، والتي أضرت بصورة الدين أبلغ الضرر، ولم تجد من يتصدى لها ويخرج بأفكار بديلة جاذبة شديدة الإقناع لهذا الشباب الذي جرى تضليله بالتشدد والتطرف والمغالاة في الدين.


الجميع في حاجة إلى الاجتهاد المستنير بضوابطه وأخلاقه والتحري في القول، والتثبت في تداول الأخبار ونقلها للآخرين، فالشائعات طريق الضلال وعاقبتها الندم وترويجها يخدم الإخوان وأعداء الوطن؛ ومن ثم فالاستسلام لها يعود بنا للوراء، ويزيد الموقف إرباكًا في وقت تشتد فيه حاجتنا لتماسك الجبهة الداخلية ومضاعفة الإنتاجية وتجويد العمل والكف عن المعارك الكلامية التي تثير مزيدًا من الجدل والخسران والتراشق والانقسام.. فما أكثر الخسائر التي مُنينا بها بعد ثورة يناير وما أحوجنا لتعويضها وإلا فالعاقبة أكثر من وخيمة.. فمتى نكف عن ترويج الشائعات المغرضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والتي طالت الجميع حتى كبار المسئولين وقادة الدولة.


وهل يصح مثلًا أن يتباري كاتب كبير في الاعتماد على معلومة غير موثقة أو شائعة متداولة عبر الإنترنت.. ثم يبني مقالته اعتمادًا عليها.. فمتى نلتزم بمعايير الشرف الإعلامي طواعية، ومتى تلزم الجماعة الصحفية نفسها بالمحاسبة المسئولة لكل من يخطئ من أعضائها؛ ردعًا للمتجاوزين، وحماية للمجتمع من اغتيال السمعة وانتهاك الخصوصية.
Advertisements
الجريدة الرسمية