رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التعاون الأمريكي الداعشي في سوريا !!


منذ الأيام الأولى للأزمة السورية قبل ما يقرب من ست سنوات، كنت ضمن الطليعة التي ذهبت إلى سوريا للتعرف على حقيقية ما يحدث هناك، وكانت دوافعي متعددة أولا كنت على قناعة تامة أن ما يحدث هناك لا يمكن بحال أن يكون ثورة على غرار ما حدث في مصر، فالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي فجرت الثورة بمصر غير موجودة بسوريا، فالطبقة الوسطى هي السائدة هناك، والاكتفاء الذاتى حيث يأكل السوريون مما يزرعون ويلبسون مما يصنعون هذا شعارهم، وعدم وجود ديون خارجية هي العلامة المميزة لاقتصادهم.. فلماذا الثورة إذًا؟!


وثانيًا الاستقلال الوطنى وحرية اتخاذ القرار السياسي هي السمة المميزة للدولة السورية، وهو ما جعلها تتمسك بمشروعها القومى في مواجهة مشروع التبعية للقوى الاستعمارية العالمية، وجعلها تقف داعمة للمقاومة في مواجهة العدو الصهيونى وهى قيمة مضافة تجعل المواطن يفخر بقيادته التي لا تلين ولا تنبطح أمام الغطرسة الأمريكية، فلماذا الثورة إذًا؟!

ثالثا سوريا هي الامتداد الطبيعي للأمن القومى المصرى، وهى الظهير الذي خاض مع مصر كل الحروب تاريخيا فلا حرب بدون سوريا ولا انكسار بدون سوريا ولا انتصار بدون سوريا، فالمصير دائمًا واحد، تلك التوءمة هي ما جعلتنى شغوفًا وقلقًا على ما يحدث هناك لأنه سيلقى بظلاله على الداخل المصرى.

رابعا سوريا لأى إنسان قومى عربي هي رمز الصمود والتحدى والمقاومة، وهى الأمل والحصن الأخير لإحياء المشروع القومى العربي الوحدوى، وأى أزمة تتعرض لها تهز المشروع وتضعف من الأمل والحلم في تحقيق الوحدة العربية.

لهذه الأسباب كانت الزيارة الأولى التي تبعتها زيارات متعددة ومنتظمة لم تنقطع حتى اللحظة لتكوين جبهة للدفاع عن سوريا العروبة، وكشف الحقائق حول المؤامرة الأمريكية الصهيونية على قلب عروبتنا النابض، وبالفعل كانت المعركة طويلة عبر كل وسائل الإعلام التي أتيحت لنا فرصة الظهور عليها، ولا ندعى أننا تمكنا من مواجهة الآلة الإعلامية الجهنمية الجبارة للعدو وحلفائه لكننا عملنا على قدر استطاعتنا وصمدنا صمودا أسطوريا ضد محاولاتهم لاغتيالنا جسديا ومعنويا.

وشاء الله بقدره أخيرًا أن يكشفهم ويفضحهم أمام العالم أجمع، فالولايات المتحدة الأمريكية التي قادت الحرب على سوريا عبر دعمها الكامل بالمال والسلاح للجماعات التكفيرية الإرهابية، كانت دائمًا تصور للرأي العام العالمي أنها ترغب في التدخل العسكري في سوريا من أجل مكافحة الإرهاب، وبالفعل كونت تحالفًا دوليًا بدعوى مواجهة داعش وتحجيم تمدده، ورغم ذلك كان "داعش" يكبر ويتمدد كل يوم ويكسب أرضًا جديدة، وعندما تدخلت روسيا لدعم الجيش العربي السورى تم فضح الدور الأمريكى ونجحت الضربات الجوية الروسية لمواقع "داعش" من تمكين الجيش العربي السورى من تجفيف منابع الإرهاب الداعشي.

وبعد أن كانت الحرب الكونية على سوريا يحاولون أن يصدروها للرأى العام أولا على أنها ثورة وفشلوا في ذلك، فحاولوا ثانيًا أن يقدموها على أنها حرب أهلية على خلفية طائفية وأيضًا فشلوا في ذلك، وثالثًا اضطروا أن يعلنوا جزءًا من الحقيقة وهى أن هناك جماعات إرهابية تسللت عبر الحدود للأراضي السورية وتدور بينهم وبين الدولة السورية وجيشها الوطنى حرب لتمكين المعارضة السورية من الوصول للحكم وتطبيق الديمقراطية المزعومة.

وبالطبع كل هذه المبررات والادعاءات قد تهاوت أمام الرأي العام العالمى عندما فشلت الجماعات التكفيرية الإرهابية وعلى رأسها "داعش" التي تخوض الحرب بالوكالة في تحقيق ما رسم لها، وأمام نجاحات وانتصارات الجيش العربي السورى في الفترة الأخيرة قرر العدو الأصيل الإسرائيلى ومن بعده الأمريكي التدخل العسكري المباشر في سوريا، فكانت الطائرات الإسرائيلية التي تم إسقاطها بواسطة منظومة الدفاع الجوى للجيش العربي السورى خير شاهد وخير دليل على أن الحرب بالأساس مع العدو الصهيونى، وأخير ظهر الدور الأمريكى عندما قامت الطائرات الأمريكية بمهاجمة مواقع الجيش العربي السورى في دير الزور والتي كانت محاصرة من قبل داعش.

هذا التعاون الأمريكى الداعشي في سوريا يؤكد وجهة نظرنا والتي تبنيناها منذ اللحظة الأولى، بأن ما يحدث في سوريا هو مؤامرة كونية أمريكية صهيونية هدفها القضاء على آخر حصون المشروع القومى العربي المقاوم، فمتى يفــوق العرب من غيبوبتهم، ويخرجوا عن صمتهم المريب على ما يحدث في سوريا، ويعلموا أن المستهدف بالتقسيم والتفتيت ليس سوريا فقط بل الأمة العربية كلها، وما تقوم به سوريا وجيشها ليس دفاعًا عن نفسها فقط بل دفاعًا عن شرف وكرامة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
Advertisements
الجريدة الرسمية