بوادر تقليص أعمال شركات التأمين الأجنبية في السوق المصري تثير أزمة.. «الزهيرى»: الشركات قادرة على تحقيق الاكتتاب الفنى السليم.. «سيد»: عدم السعى للحصول على حصة سوقية من قطاع التأمي

حذر خبراء التأمين من تراجع دور شركات التأمين الأجنبية في السوق المصرية، خاصة مع ظهور بوادر لذلك، بعد اكتفاء بعض الشركات الأجنبية بالتواجد في السوق فقط، وعدم السعى لزيادة حصصها السوقية، مشيرين إلى أن لجوء الشركات لتقليص أعمالها في السوق المصرية، يرجع إلى تأثرها بالأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وأوضح خبراء التأمين أن قطاع التأمين المصرى هو المستفيد الأول من تواجد شركات التأمين الأجنبية في السوق المصرية، وأوضح الخبراء أن تلك الشركات لديها رؤية واضحة في عمليات الاكتتاب الفنى السليم، فضلًا عن أن لديها رؤية سياسية واضحة في عمليات دفع التعويضات.

استفادة واضحة
علاء الزهيرى العضو المنتدب للمجموعة العربية المصرية للتأمين «gig l»، أكد أن السوق المصرية استفادت بشكل كبير خلال السنوات الماضية من تواجد شركات التأمين الأجنبية، من خلال الخبرات الدولية المتواجدة في تلك الشركات.
وأوضح أن معظم هذه الشركات تعمل في نطاق التعامل مع شركات معيدى التأمين العالمية، والتي لها خبرة كبيرة في إدارة الإخطار بشكل جيد حتى تستفيد منها شركات التأمين المصرية في هذا الشان، مشيرًا إلى أن شركات التأمين الأجنبية لديها رؤية واضحة في عمليات الاكتتاب الفنى السليم والتي من خلاله تسعر الوثائق التأمينية بشكل جيد.

التأمين المصري
وأوضح أن قطاع التأمين المصرى هو المستفيد الأول من تواجد الشركات الأجنبية في السوق، لأن هذه الشركات قامت خلال السنوات الماضية بإدخال منتجات تأمينية جديدة في السوق لم تكن موجودة من قبل، حيث إن هذه الشركات كان لها الفضل الكبير في إدخال نظام التأمين البنكى عن طريق شركات تأمينات الحياة، لتستفيد منه شركات التأمين المصرية في زيادة حجم الأقساط التأمينية في السوق، ومن ثم فإن شركات التأمين المصرية تعول كثيرًا على هذا النوع من التأمين بهدف زيادة معدلات النمو بشكل جيد خلال السنوات المقبلة.

وتابع: إن جميع شركات التأمين العاملة في السوق المصرية أعضاء الاتحاد المصرى للتأمين تسعى بكل ما لديها من إمكانيات تأمينية للحصول على حصة سوقية جيدة من السوق، وذلك بفضل أعمالها سواء في فرع تأمينات الحياة أو الممتلكات، ومن ثم فإن كل شركة تأمين لديها إستراتيجية طموحة؛ للحصول على حصة سوقية جيدة بين الكم الكبير من شركات التأمين التي تعمل في السوق المصرية، والتي وصل عددها لنحو 35 شركة تمارس أنواع التأمين المختلفة سواء في تأمينات الحياة أو الممتلكات، وأيضًا سواء تكافلية أو تجارية، لافتًا إلى أن الهدف الأساسى لهذه الشركات الحصول على أرباح وجزء من الحصة السوقية.

وقال وليد سيد مصطفى، الخبير التامينى: إن السوق المصرية استفادت بالفعل من تواجد الشركات الأجنبية خلال السنوات الماضية، وذلك من خلال نقل الثقافة التأمينية العالمية وصقل خبرات ومهارات السوق المصرىة، مشيرًا إلى أن هذه الشركات العالمية لديها سياسة واضحة في عمليات الاكتتاب الفنى السليم من خلال الخبرات الهندسية وخبراء المعاينة والتي استفادت منها كثيرًا الشركات المصرية في هذا الشأن.

العنف السياسي
وأوضح أن الشركات الأجنبية كان لها الفضل في إدخال تغطيات تأمينية جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل تغطيات العنف السياسي التي نشأت بسبب الأحداث التي تمر بها معظم الأسواق العربية خلال الفترة الماضية، حيث إن طرح هذه الوثائق التأمينية كان له الفضل الكبير في زيادة الوعى التأمينى خلال الفترة الماضية بين طوائف الشعب المختلفة.

ولفت إلى أنه بالرغم من الخبرات العالمية في هذه الشركات الأجنبية إلا أنها لا تسعى للحصول على حصة سوقية من قطاع التأمين في السوق المصرية، وإنما هي للتواجد فقط، كما أن لديها رؤية وسياسة واضحة في عمليات دفع التعويضات، كونها اكتسبت هذه الخبرة الكبيرة من شركات التأمين الحكومية.

وقال أحمد عارفين، العضو المنتدب للشركة المصرية للتأمين التكافلى فرع الممتلكات: إن السوق المصرية بما يضم من شركات تأمين استفادت بشكل كبير من تواجد الشركات الأجنبية في السوق خلال السنوات الماضية، فتأمينا المسئوليات والبنكى يعدان من أهم الوثائق التأمينية الجديدة التي قامت هذه الشركات بتفعليها في السوق المصرية، واستفادت منها معظم الشركات المحلية.

طرح منتجات تأمينية
وأشار "عارفين" إلى أن الشركات الأجنبية لها باع كبير في طرح المنتجات التأمينية الجديدة التي يستفيد منها المواطن المصرى، وتعود بالفعل على شركات التأمين.

وأوضح أن نجاح عمل الشركات الأجنبية في مصر يتمثل في اختيار وسطاء التأمين بكفاءة عالية خلال الفترة الماضية، وبالتالى نجاح العملية التأمينية التي تتمثل في تعاملات الوسيط في السوق واختيار العملاء بعناية.

تحسن في الاستحواذ
ولفت إلى أن هناك تحسنا كبيرا في استحواذ الشركات الأجنبية على حصة سوقية في قطاع التأمين المصرية، وذلك من خلال طرح التأمينات الجديدة لهذه الشركات، فالحصة السوقية الإجمالية لهذه الشركات الأجنبية ليست مؤشرا على تراجع حصتها في السوق المصرية، وبالتالى في تأمينات الحياة على سبيل المثال إذا ضم التأمينات الجديدة لهذه الشركات الأجنبية على التأمينات القديمة سوف يظهر استحواذ هذه الشركات على حصة سوقية أكبر في قطاع التأمين المصرى.

وتجدر الإشارة إلى أن السوق المصرية شهدت خلال الفترة الماضية العديد من الاستحواذات الخاصة بقطاع التأمين المصرى، حيث استحوذت الشركة اللبنانية السويسرية للتأمين التكافلى على شركة سوليدتى للتأمين التكافلى بقيمة 60 مليون جنيه، واستطاعت شركة أكسا العالمية الاستحواذ أيضًا على شركة التجارى الدولى لتأمينات الحياة بقيمة 60 مليون جنيه.

ونجحت شركات التأمين العاملة برأسمال أجنبي في احتلال 6 مراكز ضمن العشر الكبار على مستوى قطاع التأمين المصرى، بنشاطى الحياة والممتلكات، مقابل 4 مراكز لشركات التأمين المصرى خلال الثلاث سنوات الماضية.

10 شركات كبرى
وتضم قائمة العشر الكبار على مستوى السوق كلًا من «مصر للممتلكات» و«مصر للحياة» و«أليانز - مصر» لتأمينات الحياة و«ميت لايف اليكو» لتأمينات الحياة والتجارى الدولى لتأمينات الحياة «CIL» بالإضافة إلى «قناة السويس» لتأمينات الممتلكات والمجموعة العربية المصرية للتأمين «GIG» و«بوبا» للتأمين الطبى و«المصرية للتأمين التكافلي» فرع الممتلكات و«AIG» لتأمينات الممتلكات.