رئيس التحرير
عصام كامل

غرقى الهجرة غير الشرعية.. وفضيحة ماسبيرو !


أحد الأصدقاء، وهو باحث في التربية والتعليم، وممن ينتقدون الدولة عمال على بطال في كل الأزمان، وأيضا يستفيد من عطائها من خلال مواقع هنا أو هناك، بل إنه في يوم من الأيام، أسس دكانا ليجلب أموالا من الخارج، وعندما وصلته الأموال، أغلق الدكان، هذا الصديق كتب عن الهجرة غير الشرعية، وكارثة موت ما يقرب من مئتين من الشباب، تتراوح أعمار الكثير منهم من 14 إلى 20 سنة، كتب موت وخراب ديار! 

وأضاف: وسفالة غير مسبوقة!، فقد اعتاد المصريون استقبال الموت بمنتهى الإنسانية والتحضر.. فنقول اذكروا محاسن موتاكم.. ولا نقيم الأفراح إذا كان هناك جار مكلوم في عزيز.. ونتفنن في مواساة وتعزية والتضامن مع أهل المصاب، إلا أن هناك جوقة منحطة من الإعلاميين والبرلمانيين وأصحاب القرار.. التي راحت تتهم الشباب بالطمع..وتفضيل غسل الصحون في أوروبا عن البطالة في مصر! وينهى كلماته: كان يجب بدلا من هذا لوم النظام الذي يسد آفاق الأمل والحياة أمام الشباب..وبدلا من أن تكون قضية تشغيل الشباب العاطل على رأس أولوياته فقد راح يهدر عشرات المليارات من الجنيهات على مشاريع وهمية لم يستفد أحد منها.

بداية نتقدم بالعزاء في أولادنا وأهلنا الذين فقدناهم، فالشباب الذي يتساقط كل يوم يؤلمنا، فهم فلذات أكبادنا، فالشباب الذي يستشهد في سيناء والأعمال الإرهابية دفاعا عن الوطن وأمنه نتألم من أجله، ولكن يبقى الآلاف الذين يسقطون صرعى على الطرق من حوادث السيارات المسئول الأول عنها العنصر البشرى، فهم يذهبون بدون ثمن للأسف الشديد، الأهم هنا من يغامر من أجل رفع مستوى المعيشة فيكون الثمن حياته، هؤلاء نحزن عليهم ولابد من دراسة ليست أحوالهم المعشية فقط بل يتجاوز هذا الأمر، كنت أتمنى من السيد الباحث أن يحدثنا عن دور التربية التي دفعت شبابا أعمارهم 15 إلى 20 سنة إلى الهجرة غير الشرعية، وهم يعلمون أن مغامرة في السفر ومغامرة في بلاد قد تعيدهم في اليوم التالى.

أتمنى لو أن السيد الباحث بينه وبين نفسه، يدرس لماذا صبى عمره 15سنة، يعنى لا ذاكر وبعد حصوله على الشهادة تعب سنة واتنين وثلاثة، لماذا يقامر بحياته؟ الأمر الآخر والد أحد هؤلاء لا يعرف بسفر ابنه كما صرح -الأب عمره 15 سنة - لماذا يسافر هؤلاء على كف عفريت سواء في السفر أو حتى في العمل بشكل غير قانونى..أكثر من 150 تحت العشرين!!

لقد كان العالم د.سيد عويس يذهب للناس لدرسة التغييرات التي تحدث في المجتمع، لم يكتف بالكلام وادعاء البطولة! وبصفته تربويا كان عليه يخلق روحا لدى هؤلاء للمقاومة والقتال من أجل الحياة وليس من أجل الموت، في اليابان يرسخ التعليم أن الهزيمة رقم 16، أي لو خسرت 15معركة، لا تعتبر خاسرا أو مهزوما إلا بعد الهزيمة السادسة عشرة، أما في الصين فإن الهزيمة رقم 23، أي لو أنك حاولت 22 مرة وفشلت لا يمكن تعتبر فاشلا أو خاسرا إلا بعد الخسارة الثالثة والعشرين!

هذا ما يجب أن يردده الباحث وكل صاحب فكر لرفع قيمة المقاومة والإرادة لدى الشباب، هنا أتذكر كلمات الراحل د.عادل صادق الذي حضر إليه شاب يكاد يبكى وقال: أنا محبط يادكترو! وبرر السبب أنه تقدم لوظيفة مذيع في التليفزيون وفشل في الامتحان مرتين! يومها وبعد حوار طويل مع الشباب قال د.عادل صادق: لو أنك ترى هذا فتلك مشكلة؟

السؤال الملح الثانى: ماذا لو نشر في أي جريدة، مقال أو حوار لرئيس تحرير نفس الجريدة سبق نشره من عام بطريق الخطأ!!؟

مؤكد ستقوم الدنيا ولا تقعد، وأيضا ربما لا أكون مبالغا أن كل من كان له صلة من قريب أو بعيد ربما يلقى في الشارع ومعاقبتهم أشد العقاب، بدءا من مديري التحرير وسكرتيرى التحرير وصولا للعامل البسيط، ولهذا فإن ما حدث من فضيحة التليفزيون.. وما سمعته من تبرير ساذج ممن تولى المسئولية يؤكد ما حدث يمكن أن يحدث، أن البذور العفنة الفاسدة، التي زرعها في العهود السابقة...ﻻ تزال تثمر فشلا.. وفشلا...وفشلا.. وأقل علاج كان لابد أن يبدأ من الرئيسة وحتى أصغر موظف له صلة بهذا الأمر..المشكلة ليست إخوان يمكن يكونوا وراء هذه الفضيحة ولكن إخوان من فساد عهود سابقة للأسف!
الجريدة الرسمية