رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السيسي بين ترامب وهيلاري! «٣»


الملفت للانتباه أن الذين لاموا الرئيس السيسي لأنه قابل ترامب وتحدث عنه بوصفه يصلح لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة، رغم معاداته للإسلام، والمسلمين، ليس معروفا عنهم اهتمامهم بقضايا اضطهاد المسلمين في العالم، بل إنهم من دعاة فصل الدين عن الدولة.. كما أنهم يعلمون أن السيدة هيلاري كلينتون ليست من حماة الإسلام وحماية المسلمين.


والأهم من ذلك أن هؤلاء يدركون أن السياسة الخارجية الأمريكية لا يصنعها الرئيس في أمريكا بنفسه ومنفردا، إنما تصوغها مؤسسات عديدة ومتنوعة داخل الدولة الأمريكية ومراكز صنع القرار مع البنتاجون ووزارة الخارجية ومستشار الأمن القومي.. ولذلك لم يكن مصادفة أن تصاغ سياسة الفوضي الخلاقة في ظل تولي رئيس ينتمي للحزب الجمهوري، وأن يتم تنفيذ هذه السياسة في ظل رئيس آخر ينتمي للحزب الديمقراطي.. ولابد بالطبع أن مؤسسة الرئاسة في مصر تعرف بدورها ذلك، وهي تترقب الانتخابات الأمريكية ونتائجها.. وإذا كان الرئيس السيسي كان لا يمكن أن يلتقي بمرشح واحد دون الآخر فهو إذن لن يجاهر بتأييد مرشح دون آخر، خاصة وأنه مثل ذلك لن يؤثر بالطبع في نتيجة الانتخابات.

لذلك كله.. فإن من لاموا الرئيس السيسي على تصريحاته بخصوص صلاحية ترامب لأن يكون رئيسا هم أساسا يستهدفون السيسي ذاته بالنقد.. ولو كان الرئيس السيسي لم يقل هذا الكلام لوجهوا له لوما أيضا.. أو لو كان السيسي قال ذات الكلام حول هيلاري كلينتون لوجهوا له اللوم أيضا لأنه أيد من ساندت الإخوان وحكمهم وأسهمت وهي وزيرة للخارجية في تخريب ليبيا وقدم حزبها وهو رئيس أكبر مساعدات مالية عسكرية لإسرائيل.. فهم لا يهمهم فوز ترامب أو هيلاري، وإنما يهمهم فقط إبعاد السيسي عن رئاسة مصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية