رئيس التحرير
عصام كامل

«مرمطة» طلاب الأزهر في شوارع مدينة نصر.. يقعون فريسة السماسرة بعد غلق المدينة الجامعية.. الصعايدة وأبناء سيناء الأكثر بحثا عن الشقق.. والأسعار تتراوح بين 3000 و3600 جنيه شهريا

جامعة الازهر
جامعة الازهر

ما أن يتم الإعلان عن بدء تسجيل رغبات الطلاب الناجحين في الشهادة الثانوية الأزهرية، حتى تبدأ رحلة الوافدين من الأقاليم في البحث عن مأوى قريب من الجامعة، خشية عدم القبول بالمدينة الجامعية الأزهرية، التي لا تسع إلا لعدد قليل فقط من الحاصلين على تقديرات ومجاميع مرتفعة.


الوضع للطلاب المستجدين يبدو مختلفًا بعض الشيء، إذ إن فترة تنسيق القبول الخاص بهم تبدأ قبيل بدء العام الدراسى بأيام، ويتم تسكينهم في منتصف الترم، وربما يمتد الأمر إلى بداية الفصل الدراسى الثانى، ما يعنى أن الطالب سيبحث عن شقة يقضى فيها أول شهرين من العام الدراسى، إلى أن يتم الإعلان عن قبوله بالمدينة الجامعية.

تبدأ رحلة بحث الطلاب المستجدين بجامعة الأزهر عن شقة مع بداية شهر أغسطس من كل عام، عن طريق بعض السماسرة العاملين بأحياء السادس والسابع والثامن بمدينة نصر حيث مقر الجامعة، إذ يترك أصحاب الشقق في تلك المنطقة أماكنهم خلال العام الدراسى لتأجيرها للطلاب والطالبات، وتدر عليهم دخلا كبيرا في هذه المدة.

الأمر يبدأ من الحصول على أرقام هواتف السماسرة المدونة على حوائط وجدران معظم مبانى الحى السادس بمدينة نصر، ثم يتم إجراء مكالمة تليفونية مع البعض منهم، للتعرف على أسعار كل شقة.

“فيتو” تواصلت مع أحد السماسرة العاملين بمدينة نصر، ويدعى محمد عبدالظاهر الذي قال إن أسعار الشقق تختلف طبقا لقربها من الحرم الجامعى، وعدد الأسِرة الموجوة بها، والتي على أساسها يتم تحديد ثمن الإيجار سواء كان ذلك للطلاب أو الطالبات.

وأضاف عبدالظاهر أن قلة عدد المقبولين بالمدينة الجامعية أسهم في رفع أسعار الشقق كثيرا، إذ أن الإقبال عليها يكون كبيرا جدا، خاصة من طلاب مناطق الصعيد والأقصر وأسوان وشمال وجنوب سيناء.

وأوضح أن الشقة من الممكن أن تقتصر على أربعة أو خمسة طلاب طبقًا لراحتهم، وهناك أخرى يوجد 12 طالبًا ما دام كان هناك عدد كبير من الأسرة، وهذه عادة تكون بالنسبة للطلاب القادمين من منطقة الصعيد والقادرين على العيش تحت أي ظروف.

وأشار إلى أن إيجار الشقة الواحدة في الشهر يتراوح بين 3000 و3600 جنيه إذا كان عدد الطلاب قليلا أو كثيرا، وتشمل الثلاجة والبوتاجاز والتليفزيون وجميع وسائل الإعاشة، وهى الشقق القريبة جدا من الجامعة، وبالتحديد أمام المدينة الجامعية للبنين بمدينة نصر، بالنسبة للطلاب والطالبات، والتي تبعد عن الكليات بنحو مائة أو مائتى متر.

ولفت إلى أنه كلما اقترب موعد العام الدراسى زادت أسعار الشقق، نظرا لأن هناك الكثير من الطلاب يفاجَأون بأن تنسيق القبول حدد لهم كلية بفرع جامعة الأزهر بمدينة نصر، منوهًا إلى أن هناك أماكن أخرى لها إيجارها يتراوح بين 1200 و1500 جنيه وهى الموجودة في مناطق “الطوب الرملى والحى العاشر والعباسية” بعض الأحيان.

مريم محمد طالبة قادمة من محافظة قنا ومنتقلة حديثا لجامعة الأزهر، قالت إنها تبحث عن شقة منذ فترة طويلة كى تقيم فيها طوال العام الدراسى، لأنها لا تضمن القبول في المدينة الجامعية.

وأضافت أن الطالبات خاصة المقيمات بمناطق بعيدة يكن لعبة في أيدى السماسرة يتحكمن فيهن كيفما يشاءون، خاصة أنه ليس عليهم أي رقابة من أي جهة، وينتهزون فرصة حرص البنات على التعليم، ويرفعون أسعار الإيجار كما يحلو لهم.

وأوضحت أنها تبحث عن شقة منذ فترة طويلة بالقاهرة لأنها تود الالتحاق بشعبة اللغات والترجمة بكلية البنات، مشيرة إلى أنها قد تضطر إلى التخلى عن حلمها حال عدم نجاحها في الحصول على شقة أو الالتحاق بالمدينة الجامعية.
الجريدة الرسمية