رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. الإهمال يداهم 6 مواقع أثرية تروي عراقة بورسعيد «تقرير»

فيتو

" بورسعيد مش ترانزيت"...هذه الكلمات البسيطة تعكس حقيقة محافظة بورسعيد التراثية المتميزة، فبالرغم من أن النظرة السائدة للمحافظة على مدى عشرات الأعوام باعتبارها منطقة ساحلية تجارية فقط، فإن بورسعيد تحتوي أيضًا على أماكن تراثية مهمة تعو إلى ما قبل تأميم قناة السويس وتتميز بالطرازين الفرنسي والإيطالي.


وتستعرض "فيتو" خلال التقرير التالي 6 أماكن من أهم الأماكن التراثية ببورسعيد والتي يعود عصرها لما قبل تأميم قناة السويس، وتتميز بالطراز الغربي كونها كانت مخصصة للأجانب، ولكن هذه الآثار لم تسلم من شبح الإهمال الذي طالها ليغير المعالم دون أدنى اعتبار من المسئولين.

1-مسرح الألدورادو«قبلة الفرق العالمية»

كلمة "الألدورادو" تعني المذهب وهو اسم أجنبي، ومسرح الألدورادو هو مسرح تم افتتاحه في بورسعيد عام 1896 وتم جلب الحجارة والطوب من مارسيليا خصيصا لهذا المسرح وكان بناؤه على الطراز الفرنسى وأصر المهندسون الأجانب في ذلك الوقت أن يكون الحرفيون من دمياط نظرًا لدقتهم، وقد افتتح موسمه بمسرحيتى ترافياتا وتريفاتور.

وتميزت جدران المسرح عند تشييده، وتزيينه بالرسومات الرائعة على حوائطة وضم مقتنيات راسعة، أما صالته فكان بها 400 كرسى وأوركسترا موسيقى.

وعقب افتتاحه بفترة، ألحقت به إحدى دور السينما، وكان ممكن تجويله إلى سينما، وذلك بوضع إله العرض السينمائي بها، وأحيانا كانت تؤدى فيه الفرق ألعاب السحر والتنويم المغناطيسى والمسرحيات الكوميدية.

وكانت أنغام الموسيقى بالمسرح المشار إليه يسمعها العابر باخر منطقة في بورسعيد، في فترة كان يقطن الأجانب حي الشرق "حي الأفرنج" قديما ولم يكن من المسموح أن يأتى مصرى واحد ويخطو في الحى، وكان الأجانب في تلك الفترة يعشقون الموسيقى حتى أصبحت هناك 5 فرق ثابتة في بورسعيد تغنى على المسرح بشكل دوري وهى فرق مارجريتا، والليرا والإنترناسونال، يونانية، مصرية، وفي عام 1951 قام الريحانى بتمثيل عمل من أعظم أعماله في مسرح الألدورادو وهي مسرحية "الشايب لما يدلع"، كما أن الفرق العالمية كانت تأتى خصيصًا لذلك المسرح ولم تغن على أي مسرح في مصر غيره. 

2-فيلا فيرناند «سكان مهندسي القناة»
هي فيلا صغيره أطلق عليها أهالي بورسعيد "لغز كبير وأثر ضائع" وهى صغيرة المساحة والحجم مبنية على شكل الطراز الفرنسى تشبه الكنائس الصغيرة من حيث البناء والطراز والزخارف، وبالرغم من أن الكثير يعتقد أنها كانت مخصصة للمهندس "فرناند دليسيبس" صاحب فكرة مشروع حفر قناة السويس، فإن هذا اعتقاد خطأ، حيث إن الفيلا سكنها بعض المهندسين الأجانب الذين عملوا بقناة السويس.

كان بالفيلا حجرة وزجاج ملون ومزخرف ونقوش على الأرضيات والتي تشبه السجاد الطبيعى بسبب ألوانها وتصميماتها الزاهية وبهو كبير، بجانب حوض ماء موجود به أحجار ملونة.

وبعد التأميم انتقلت ملكية الفيلا إلى لويس طورباي وهو لبنانى الجنسية وتزوج وأنجب أيدا التي تزوجت من ميشيل شفيق، ويقول البعض إن ميشيل اشترى الفيلا بــ250 ألف جنيه ثم أخذ ميشيل قرضًا من بنك قناة السويس بـــ19 مليونًا ونصف المليون وفر هاربًا من مصر، ولكن لا أحد لديه تفاصيل الواقعة بالكامل أو يجزم بحقيقة ذلك الموضوع من عدمه.

ولكن عانت الفيلا في الوقت الراهن من النسيان والإهمال لدرجة أن بعض التجار استغلوها، في السنوات الأخيرة لتخزين البضائع وبدأ يلتهم ملامحها.

3- الفنار "أول بناء بالخرسانة المسلحة في العالم"
"فنار بورسعيد" هو أول بناء بالخرسانة المسلحة في العام، وقد تم بناؤه في يوليو 1859 م، ويتزامن تاريخ بنائه مع عمر محافظة بورسعيد نفسها، حيث تم إبرام اتفاق بين الخديو إسماعيل ودليسيبس على إعلان مدينة بورسعيد كمدينة ساحلية وأيضًا تم الاتفاق على إنشاء الفنار في نفس التوقيت، وبذلك يعتبر الفنار من عمر المحافظة الباسلة.

في البداية كان الفنار عبارة عن أعمدة خشبية وفى نهايتها مصباح كبير نوره كان يضيء لمسافات كبيرة، واستمر الفنار على ذلك حتى عام 1869 وهو تاريخ افتتاح قناة السويس، حيث تم تعديله وبناؤه بالخرسانة المسلحة على يد المهندس فرنسوا والذي كان أحد المهندسين الذين أشرفوا في بناء مبنى هيئة قناة السويس وبذلك أصبح أول بناء بالخرسانة المسلحة في العالم كله.

وكان الفنار بداخله سلم خشبى حلزونى في نهايته مصباح قوى جدًا، حيث أنشئ الفنار بحيث يكون أعلى منطقة في بورسعيد وكل ما يحيط به كان فلل هيئة قناة السويس وأبنية قصيرة يستمتع بضوئه الذي كان يصل، لأبعد المسافات ويضيء للسفن التي تعبر القناة.

وكان في آخر الفنار كرة كبيرة حديدية، كانت تمثل ساعة كانت تصعد إلى أعلى الفنار وتسقط في الساعة 12 ظهرًا وبالليل، وكانت عندما تسقط وتقوم بعمل صوت مدوى، مفاده إعلان بأن وقت الراحة قد أتى فيتوقف العمل ويبدءوا في تناول الطعام المخصص لهم.

4- مبنى "سيمون أرزت" تصميم هندسي نادر

سيمون أرزت هو مزارع تبغ تركى وصل لبورسعيد 1869 بنفس عام افتتاح قناة السويس، وقد أتى ليستثمر أمواله فافتتح مصانع للتبغ في القاهرة والإسكندرية من عام 1907 إلى 1913 وكانت هناك نوع من السجائر باسمه كماركة سجائر مهمة، ثم أنشأ محلا كبيرا أطلق عليه اسمه سيمون أرزت لبيع السجائر في البداية للسفن والمراكب التي تعبر القناة. 

وفي عام 1923 قرر سيمون أرزت توسيع تجارته فقام بعمل متجر كبير في مواجهة الممر الملاحي لقناة السويس أمام السفن العابرة ليسد حاجات السفن التي تعبر القناة، وكان أكبر المتاجر في عصره، حيث كان يبيع مستحضرات التجميل والشامبوهات والملابس وكان له استوديو تصوير وصيدلية ومحل تصفيف الشعر وحتى مكتب البريد، ليكون أول مول متكامل ينشأ بذلك الشكل الحضارى.

وكان السقف في محلي "سيمون أرزت" من الزجاج الملون لأن المهندسين الذين قاموا ببنائه صمموه بحيث يسمح للإضاءة الطبيعية بأن تدخل له من كل مكان، وكان لا يوجد تصميم هندسى مثله إلا في نابولى وأيضًا يتبع عائلة سيمون أرزت، وأصبح بمرور الوقت متجر "سيموت أرزت" ببورسعيد نقطة جذب شهيرة على مستوى العالم.

كما قرر "سيمون أرزت" بعد فترة من افتتاحه عمل زيا موحدًا لعماله أبيض في أحمر ويرتدون شابوه ومن يخالف ذلك تطبق عليه عقوبة.

5 - كنيسة "الكتدرال"
تم وضع حجر الأساس للكاتدرائية عام 1937 وتم تصميمها، حيث تبعد عن شاطئ البحر بشارع واحد، وكانت أكبر كنسيه في بورسعيد وفي مدن القناة وكان لها تأثير شديد فى الأجانب من الجاليتين (الإيطالية والفرنسية) وبسبب ذلك حدث نزاع بين الكاثوليك الفرنسين والكاثوليك الإيطاليين حتى يتسنى لأحدهم السيطرة على القناة عن طريق تأثير الكنيسة فى أهالي بورسعيد.

ونتيجة أهمية هذه الكنيسة اختاروا أن يتم وضع جزء من حجر الجبل المقدس فيها الذي يعتقد، وفق الديانة المسيحية أن المسيح عليه السلام قد صلب عليه، وهو محاط بذلك الجزء الحجري بشريط أحمر وأسفله الوثيقة التي تثبت أنه حجر أثرى، بجانب أن الكنيسة تم حفظ بها جزء من طرف يد القديس بوليس وكان يتبارك بها الأجانب. 

تحتوي الكنيسة على رسومات على الحائط توصف بدء الخليقة منذ خلق آدم وحواء ثم يتفرع منهما جميع أنواع البشر وصولا إلى سيدنا عيسى عليه السلام، وكان من المعتاد أن الأغنياء من الأجانب في البلد يستوردون حجارة من مارسيليا في ذلك الوقت بأسعار باهظة من أجل أن يحفروا عليها كلمات شكر وتقدير للرب وللسيدة العذراء على العطايا ويكتبون عليها أسماءهم والتاريخ الذي حفر فيه الحجر تخليدًا لذكراهم ويتم وضع تلك الحجارة على جدران الكنيسة، ووضعت جميع هذه الحجارة بزاوية معينة بالكنيسة منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا هذا، حيث كان يتنافس الأغنياء على فعل ذلك في ذلك التوقيت.

وكانت الكاتدرائية ملحقة بجانبها مدرسة إيطالية بها لوحة حتى الآن محفورًا عليها أسماء الإيطاليين الذين شاركوا في الحرب العالمية وتوفوا في الحرب.

6- البيت الإيطالى "آخر لوحة تراثية للحزب الفاشى"

"البيت الإيطالي" من أشهر الأماكن التراثية ببورسعيد تم بناؤه عام 1935 خلال الحرب العالمية الثانية وكان مقرًا للجالية الإيطالية ببورسعيد في تلك الفترة والتي وصل تعدادها إلى 30 ألفًا، وفي مواجهة البيت الإيطالي لوحة حجرية كبيرة الحجم، وهو آخر حجر في العالم ما زال يتحدث عن الحزب الفاشى في إيطاليا وعن الفاشية، حيث كان هناك لوحة أخرى في إيطاليه وتهدمت أثناء الحرب العالمية الثانية باقية في بورسعيد ولا يوجد مثيل لها.
Advertisements
الجريدة الرسمية