رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. بائع الحلوى يتحدى ظلام قطار المنوفية بـ«كشاف الغطس»

فيتو

ما بين عربات القطار المظلمة بمحافظة المنوفية، يسعى على لقمة العيش منذ سنوات، لم يجد أمامة مصدر رزق سوى القطار وبيع الحلوى للمواطنين داخله، ليلًا ونهارًا، إلا أنه مع غروب الشمس وحلول الظلام بالقطارات لم يجد سوى طريقة واحدة لإنارة طريقة كي يتمكن من التجول داخل القطار، إنه "كشاف الغطس".


أنه محمد علي، الثلاثيني العمر، الذي يعول أسرة مكونة من أربعة أفراد في مراحل تعليمية مختلفة، خرج وجد نفسه بلا مؤهل بعد أن توفي والده وترك له ثلاثة من الشقيقات البنات، ووالدة مسنة لا تقدر على الحركة، ولم يجد أمامه سوى القطار، كي يتمكن من كسب لقمة العيش.

انطلق "محمد" إلى محطة قطار منوف، كأول محطة تخطو بها قدماه، ولم يعلم أي شيء عن التجارة أو البيع داخل القطار، تعرف على أحد الباعة، وحكى له ما يمر به، فعرض عليه أن يبيع الحلوى داخل القطار، ولم يجد محمد أمامه سوى هذه الفرصة ليكسب لقمة العيش ويتمكن من الإنفاق على أسرة كاملة تعوي من الجوع ليلًا ونهارًا.

البداية كانت صعبة على محمد، فلم يكن لديه أي أموال ليقوم بشراء ما يبيعه، وساعده أحد الجيران وأقرضه مبلغًا من المال حتى يتمكن من البدء في العمل، لم يكذِّب خبرًا، وهرع إلى البائع الذي تعرف عليه، وأعطاه كمية من الحلوى، وعلمه كيف ينادي على الزبائن ليشتروا منه، في البداية كان الأمر صعبًا، ولكنه مع الوقت أتقنه وأصبح سهلًا يسيرًا، وخاصة بعد أن تعرف على العديد من الباعة وأصبحوا أصدقاءه في "الكار".

قضى محمد 10 سنوات كاملة يستيقظ مع دقات الرابعة صباحًا ليصلي الفجر، ويحمل صندوقة الممتلئ بالحلوى ليقفز في أول قطار ما بين خط طنطا إلى القناطر الخيرية مرورًا بمحطات شبين الكوم ومنوف وأشمون، وأصبح ماهرًا في البيع والشراء بشكل كبير.

وفي قطارات المنوفية التي كُتب عليها الظلام ليلًا، لم يجد "محمد" أمامه سوى أن يستعين بكشاف الغطس كي يتمكن من البيع ليلًا وإنارة طريقة داخل القطار، وبمجرد رؤيتك إياه تتخيل أنه "غطاس" في القطار، وقال "أسعى على لقمة العيش بكل الطرق من أجل كسب الرزق".

وبسؤال "محمد" عن ثمن الكشاف قال إنه اشتراه بـ15 جنيهًا، ويعمل ببطارية يتم تغييرها إذا انتهت، مؤكدًا أن مثل هذا الكشاف يساعده كثيرًا في العمل، وينير طريقه في العربات المظلمة بقطارات المنوفية.

الجريدة الرسمية