رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الوزراء لا يأكل الفول والطعمية


خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بأداء المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وقال فيما معناه إن الرجل المناسب في المكان المناسب ليس هذا فقط بل أضاف أن الرجل يقصد شريف إسماعيل من أفضل من تولى هذا المنصب وأن الرجل يبذل جهدا فوق طاقته.. رأي الرئيس في شريف إسماعيل مثل لى وللكثيرين صدمة كبيرة فالجميع يشتكى من سوء أدائه ليس هو فقط بل ووزرائه أيضا..


معنى هذا الكلام أن المهندس شريف إسماعيل سيعيش بيننا بعض الوقت على الأقل خلال الشهور المقبلة فلا يعقل أن يشيد به الرئيس اليوم ويقيله غدا، ولكن ماهى المعاير التي استند عليها الرئيس في الحكم على نجاحه وهل يرى الرئيس في الرجل أشياء لا نراها فيه؟ وماهى قدرات الرجل الخارقة التي يتمتع بها ولا يشعر بها مصرى واحد سواء في الداخل أو الخارج، فنحن الشعب الذي يدير أموره شريف إسماعيل ومن حقنا بل من أبسط حقوقنا أن نعرف ما الذي قدمه رئيس الوزراء؟ .

للأسف.. نحن لم نرى على يديه سوى الأزمات، فحكومته هي التي أقرت ضريبة القيمة المضافة وحكومته هي شاهدت الارتفاع الجنونى للدولار مثل باقى المواطنين، وهى التي رافقت رحلة ارتفاع أسعار السلع حتى وصلت إلى أعلى معدلاتها دون أن تفعل شيئا حتى وصل سعر إسطوانة البوتجاز لـ80 جنيها وكيلو الأرز بعشرة جنيهات وحكومة سيادته هي من اختفت ألبان الأطفال على يديها..

على يديها انهارت السياحة وهى التي تمكن منها التجار والمستوردون دون أن تبذل أي مقاومة لصالح محدودى الدخل.. وحكومة شريف إسماعيل هي المسئولة عن تسريب امتحانات الثانوية العامة وهى المسئولة عن زيادة معدلات البطالة وهى المسئولة عن الكثير من هموم المواطنين..

وشريف إسماعيل نفسه هو أول رئيس وزراء في مصر لا يعرف ثمن سندوتش الفول وقرص الطعمية، حيث جلس قبل عدة أيام مع عدد من رؤساء التحرير متسائلا في خفة دم ليست في وقتها "بكام سندوتش الفول دلوقت" رئيس الوزراء سأل عن وجبة يأكلها غالبية المصريين صباحا ومساءً ونستورد أكثر من 95 % منها..رئيس الوزراء معه كل الحق عندما لا ينزعج عندما يتحرك سعر كيلو السكر إلى سبعة أو حتى ثمانية جنيهات، ومعه كل الحق عندما لا يشعر بالخطر عندما يختفي لبن الأطفال من الأسواق، وله ألف عذر عندما لا تتحرك حكومته لمواجهة انفجار الأسعار، لأنه ببساطة لا يعرف ماذا يأكل الفقراء؟ ونحن لانطالبه بأن يأكل الفول والطعمية، كل مانطلبه أن يسهل لهم الحصول على الفول والطعمية..

الرئيس معروف عنه الصراحة والوضوح وقول الحقيقة.. من المؤكد أن الرئيس عندما أشاد برئيس الوزراء كان يقصد شريف آخر وإسماعيل مختلف ورئيس وزراء آخر، ربما كان يقصد الرئيس المهندس إبراهيم محلب ربما كان هذا مايمنى به الرئيس نفسه أن يكون لديه أفضل رئيس وزراء في مصر، وهذا ما كان يدور في عقله الباطن واستيقظ فجأة على الواقع المؤلم وبأدبه المعهود خشى أن يقول الحقيقة أو ربما كان هذا الكلام كنوع من التشجيع له وللحكومة حتى يتحسن الأداء مثل التلميذ الفاشل الذي لم يعد أمام مدرسه سوى تشجيعه معنويا قبل أن يطلق عليه رصاصة الرحمة.

الإنجاز الوحيد الذي يحسب لشريف إسماعيل أنه رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ مصر الذي لم يشاهده مواطنا يسير في الشارع أو يقوم بجولة ميدانية في الأسواق..

سيادة الرئيس..
نحن لانريد عبقرية شريف إسماعيل، نريد حماس إبراهيم محلب وهدوء عاطف صدقى وجرأة عزيز صدقى وطموح مصطفى خليل ونسبة نمو أحمد نظيف ورزانة وذاكرة كمال الجنزورى.. نريد رئيس وزراء لا يأكل الفول والطعمية ولكنه يعرف ثمنهما.
الجريدة الرسمية