رئيس التحرير
عصام كامل

«رياض السنباطي».. موسيقار لا يعرف الفشل (بروفايل)

رياض السنباطي
رياض السنباطي

في مثل هذا اليوم عام 1981، رحل عن عالمنا، موسيقار مصري كسر القيود في عصره؛ فهو أول من استطاع تلحين القصائد العربية، وهو الموسيقار العربي الوحيد الذي فاز بجائزة اليونسكو، وهو من وصفته كوكب الشرق "أم كلثوم" بالعبقري، وهو من ندمت أم كلثوم على ترك العمل معه وسعت للصلح معه، وهو الملحن الذي تحول لتميمة حظ لكل من يعمل معه فكان سبب شهرة "أسمهان" و"ليلى مراد"، وهو سبب نجاح "فايزة أحمد"، و"ووردة" و"نجاة" و"عزيزة جلال"، إنه الموسيقار "رياض السنباطي".


ولد العبقري في 30 نوفمبر عام 1906م في مدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط وتربى وسط بيئة فنية موسيقية فقد كان والده عوادًا أخذ عنه مبادئ الموسيقى.



عندما قرر والده إرساله للتعلم في أحد الكتاتيب، كان يرفض الذهاب لأنه لا يجد نفسه سوى في الموسيقى، وووقف القدر معه؛ حيث أصيب في عينه ما جعل والده يركز في تعليمه مبادئ الموسيقى.



كان أدائه يتطور بسرعة فائقة، حتى أنه استطاع أن يؤدي بنفسه حفلات غنائية كاملة، وتحول لنجم الفرقة الأول، وأطلق عليه جمهوره «بلبل دمياط»، وعندما استمع له "سيد درويش" حاول اصطحابه معه إلى الإسكندرية لتتاح له فرصة أكبر، لكن والده رفض الاعتماده عليه بدرجة كبيرة في نجاح فرقته.



في 1928م قرر والده الانتقال معه إلى القاهرة، وبالفعل تقدم بطلب لمعهد الموسيقى العربية ليدرس به، فاختبرته لجنة من جهابذة الموسيقى العربية في ذلك الوقت، إلا أن أعضاءها أصيبوا بنوع من الذهول حيث كانت قدراته أكبر من أن يكون طالبًا؛ فأصدروا قرارهم بتعيينه في المعهد أستاذًا لآلة العود والأداء.



وفاجأة قرر "رياض السنباطي" ترك التدريس في المعهد، لينطلق في عالم الفن والشهرة عن طريق شركة أوديون للأسطوانات التي قدمته كملحن لكبار مطربي ومطربات الشركة ومنهم عبد الغني السيد، ورجاء عبده، ونجاة علي، وصالح عبد الحي.



ومن هنا عرفته كوكب الشرق "أم كلثوم" وقررت العمل معه فكانت البداية بأغنية "على بلد المحبوب وديني"، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، وانضم بها إلى قائمة ملحني أغنيات أم كلثوم، ولحن لها 90 أغنية، كما أنه استطاع أن يثبت تفوقه وعبقريته من خلال صوت "أم كلثوم" فلحن لها قصيدة "الأطلال".


لحن «رياض السنباطي» للكثير من عمالقة الغناء في ذلك الوقت، ومن بينهم "منيرة المهدية"، "فتحية أحمد"، "صالح عبد الحي"، "محمد عبد المطلب"، "أسمهان"، "فايزة أحمد"، "وردة"، "عزيزة جلال" والتي لحن لها آخر عمل فني له وهي قصيدة "الزمزمية" وقصيدة "من أنا".

حصل خلال مشواره الفني، على العديد من الجوائز، ومن بينها، وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964م، وجائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس في نفس العام، وصنفه ضمن أفضل مائة موسيقي في العالم.

بالإضافة لجائزة الريادة الفنية من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1977م، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون والموسيقى ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات وعلى الدكتوراه الفخرية لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى.

الجريدة الرسمية