رئيس التحرير
عصام كامل

اتركوها تسقط وريحوا أنفسكم !


أعداء مصر في الخارج والداخل لا يشغلهم شيء غير (اقتصاد مصر ينهار والبلد بيسقط) و(مشكلة مصر في السيسي) ومؤخرا محاولات مستميتة وفاشلة لتشويه صورة الجيش المصري والتأثير على معنوياته بكل الأساليب القذرة والشائعات المغرضة أمام الرأي العام -الذي يكن كل تقدير واحترام لقواته المسلحة- من خلال بعض ضعاف النفوس وأراجوزات السيرك التي تغرد من وراء المحيط !


هجمة شرسة قادتها بعض المجلات والصحف الغربية والأمريكية من خلال نشر تقارير مشبوهة وافتتاحيات مدفوعة تتحدث عن اقتصاد مصر الذي ينهار بسرعة، وعن بلد تترنح استعدادا للسقوط الأخير، ورغم أن هذه المجلات والصحف يتحدث عنها البعض - ممن تجذبهم تقارير وموضوعات هذا المجلات والصحف– وكأنها لا تنطق عن الهوي لأنها عريقة ومتخصصة ويعرفها العالم وكل دوائر المال والأعمال والاقتصاد.. إلا أنها تعمدت تجاهل حقائق تجري على أرض مصر في طول البلاد وعرضها تتحدث عن نفسها مما أفقد هذه الدوريات مصداقيتها–على الأقل لدى المتابع المصري–ووضعتها في موقف لا تحسد عليه !

فبينما تدعي هذه الدوريات هذا الهراء تأتي الشركات الكبرى بحثا عن فرص استثمار واعدة، ويتم دعوة مصر لتكون ضيف شرف في مؤتمر قمة العشرين الكبار، ويطلب الكثير من الجيوش الإقليمية في المنطقة إجراء تدريبات ومناورات مشتركة مع الجيش المصري، وتتوالي شهادات رؤساء دول ومؤسسات دولية اقتصادية وسياسية تؤكد أن مصر تتعافي وتتحرك إلى الأمام بخطى ثابتة رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بها، وأنها رمانة الميزان في المنطقة ومفتاح الحل لكل قضاياها العالقة.

تتحدث هذه المجلات والصحف ومعهم كتيبة من العملاء المأجورين عن ضرورة خروج الرئيس السيسي من المشهد السياسي ومنعه من الاستمرار أو الترشح لفترة رئاسية ثانية في 2018 لأنه ينتهج سياسات تؤدي لإسقاط مصر وإفلاسها وستجعل الشعب يخرج عليه مطالبا بإزاحته من السلطة أو عدم انتخابه لفترة ثانية!

المدهش والغريب أنه إذا كانت هذه الدوريات العريقة تري أن سياسات السيسي ستفقر البلد.. لماذا الإصرار على إبعاده عن قيادة مصر..اتركوه يخطئ واتركوها تسقط..أم أن قلبكم على مصر وعلى شعب مصر.. سيبوها تقع وريحوا نفسكم..زعلانين ليه!.. لماذا تنفقون الملايين على أذنابكم ودلاديلكم وعملائكم لنشر الشائعات والأكاذيب وبث حالة من اليأس والإحباط بين الناس طالما شايفينها على طريق الانهيار!

الحقيقة أن من يملك قدرا يسيرا من الفهم أو النباهة أو الحداقة– والمصريون كذلك– يدرك خيبتهم الثقيلة ويعرف أن هذه الهجمة الشرسة، وهذا التشكيك هو لأن مصر تسير في الطريق الصحيح، وأنها استطاعت بفضل الله وقيادتها الوطنية وشعبها الواعي وجيشها اليقظ الحامي أن تخرج من الأزمة المصنوعة والمؤامرة الموضوعة والمصير المظلم الذي سقطت فيه دول حولنا فتحولت إلى دول فاشلة أو كادت، ولأن مصر أدركت الخطر وكشفت المؤامرة فقررت تنتقل من فوضي الثورة إلى استقرار الدولة.

الدلاديل، وأرجوزات السيرك، وأفاقين الشاشات والأبواق الجوفاء، ومحتكرو الحقيقة لأنفسهم والمتلونون حسب كل صاحب مال ونفوذ، وأصحاب دكاكين البضاعة الفاسدة، وسماسرة أسواق النخاسة، والمتسكعون في برامج الهري، ومشعلو الحرائق ليلا على طاولات الفضائيات..إليكم جميعا.. مشكلتكم الأساسية هي مع الشعب المصري وليس مع الرئيس أو الجيش.. مشكلتكم هي إقناع الشعب بالهراء الذي تنطقون به وتغيير نظرته ورؤيته الوطنية لبلده وجيشه الذي يحترمه ويقدره ويعرف قيمته.. مشكلتكم مع هؤلاء الذين يدركون بحق معني الوطن بلا فلسفة أو كلام مرصوص لزوم المدفوع فيه.

مشكلتكم أنه كلما تجاوزتم حدود الوطنية واحترام مؤسسات الدولة..كلما سقطتم من نظر المصريين وداسوكم بالأقدام، ولو كنتم على يقين أو ثقة بأن مصر ستنهار، وأن السيسي هو السبب في انهيارها لتركتوها تسقط من تلقاء نفسها وتركتم الشعب يحاسب رئيسه.. لكنكم تعرفون ويعرف أسيادكم أن مصر قادمة بقوة، وأنها على الطريق الصحيح تسبح ضد رغبات عدوها في الخارج والداخل.. لذلك تزداد حالة السعار وتصرون على الانتحار على أسوار مصر الجديدة بإذن الله.
الجريدة الرسمية