رئيس التحرير
عصام كامل

«الحريديم».. حكاية الدولة العميقة في إسرائيل

فيتو

حالة من الذعر تدب داخل حكومة بينامين نتنياهو، على خلفية أزمات متكررة تصنعها الدولة الدينية العميقة لتمرير مطالبها، وآخرها تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع والإطاحة بموشيه يعالون، مما أثار أزمة داخل حكومة الاحتلال، وحزب الليكود الحالي.


وجسدت أزمة "عطلة السبت اليهودي- الأحزاب اليهودية المتشددة – الحريديم- التي ظهرت مؤخرا، سقف التصعيد ضد حكومة نتنياهو، مما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي يسارع لاحتواءها خوفا من غضب طائفة "الحريديم" التي تحرك الأمور السياسية من خلف ستار الدين.

السبت المقدس

من المعروف أن يوم السبت يمثل عطلة أسبوعية مقدسة عند اليهود يمنع فيها العمل نهائيا، وذلك ما أثار الأزمة مؤخرا عندما اتخذ وزير المواصلات الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" قرارا باستمرار العمل داخل محطات السكك الحديدية، وأعمال الترميمات والتطوير يومي الجمعة والسبت، مما أثار حفيظة الأحزاب الدينية المتشددة ضد نتنياهو، وذلك ما أجبره لاتخاذ قرار بوقف أعمال التطوير داخل المحطات يوم السبت مع التفكير في إقالة وزير المواصلات لاحتواء الأزمة.

لي زراع نتنياهو

الأحزاب الدينية في إسرائيل تطالب رئيس الحكومة بمنع العمل نهائيا يوم السبت، رغم أنه فرض قيودا على مشاريع حيوية مقررة ليوم السبت، وذلك ما أشعل أزمة جديدة بينه وبين المعارضة التي اتهمته بأنه يضحي بإسرائيل العلمانية ليرضي المتدينين.

وكان نتنياهو قد أوقف العمل في مشاريع متعلقة بشركة "قطار إسرائيل"، والمشورعات الخاصة بقطاع المواصلات، لكن هذا لم يرضِ الأحزاب الدينية، واقترح نتنياهو تجميد الأعمال في 17 مشروعا من أصل 20، وإتمامها في أيام غير السبت، إلا أن هذا التنازل الكبير لم يرضِ مندوبي الأحزاب الدينية الذين طالبوا إلغاء الأعمال نهائيا.

ثورة المعارضة

وواجه قرار نتنياهو انتقادا حادا من قبل أحزاب المعارضة في إسرائيل، وسياسيين لبراليين من اليمين، والذين قالوا: إن نتنياهو يستسلم لأهواء المتدينين الحريديم ويصادر رغبة العلمانيين في إدارة الدولة، وعمليا يحول الدولة إلى دينية.

المجتمع الحريديم

والحريديم هم جماعة من اليهود المتدينين ويعتبرون كالأصوليون حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية، ويحاول الحريديم تطبيق التوراة في إسرائيل، وهم يمثلون 8 % من مجمل سكان دولة الاحتلال أي مليون نسمة.

ويمثل إحدى القيم الرئيسية في المجتمع الحريدي هي الفصل بين الجنسين في جميع الأعمار، في النظام التعليمي بل وفي المناسبات العائلية. بالإضافة إلى ذلك من المعتاد تجنّب علاقات الصداقة بين الرجال والنساء غير المتزوجين أو أقرباء.

كما يرى المجتمع الحريدي، بالحاخامات المرجعية العليا، ليس فقط في الفتاوى والتوجيه الديني، وإنما في كل تفاصيل الحياة، أيضا القادة العلمانيين الذين تم انتخابهم بشكل ديمقراطي وأيضا النظام القانوني الرسمي هم ذوو صلاحات أقل، في نظر الحريديين، مقارنة بالحاخامات.

ضد التجنيد

ومعظم الرجال الحريدييم لا يخضعون للتجنيد بجيش الاحتلال، رغم أن هناك قانون تجنيد إلزامي في إسرائيل لجميع المواطنين اليهود.
كما أن النظام التعليمي الحريدي منفصل عن النظام التعليمي الرسمي، ويتم الإشراف عليه من قبل وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية فقط بشكل جزئي، ويختلف منهاج التعليم فيه عن المنهاج الذي يتم تعليمه في المدارس الرسمية، بدلا من التعليم العالي وبضمنه الرياضيات والإنجليزية، يتم التركيز فيه على دراسة التوراة والدين.
الجريدة الرسمية