رئيس التحرير
عصام كامل

أرجوك.. لا تشتمنى بسرعة!


اسمحوا لى أن أرفع القبعة للشيخ رجب هلال حميدة، السياسى المعروف، وأشهر بائع كبدة فى التاريخ، وأحد المتهمين الحاصلين على "نوط البراءة"، فى قضية التحريض على قتل المتظاهرين فى الموقعة المعروفة تاريخياً وإعلامياً بموقعة الجمل.


أرجوك لا تشتمنى بسرعة.. وانتظر وركز ولا تسرح، حتى أفصح لك عن السبب، ثم اصبر واحتسب.

عقب الإفراج عن الأخ حميدة، أجريت معه لقاءات وحوارات إعلامية يصعب حصرها.. أدلى الرجل بتصريحات عديدة ومثيرة عن تفاصيل الحياة اليومية والحالة المزاجية لعلية القوم المحبوسين معه على ذمة القضية، والقضايا الأخرى.

غير أن التصريح الأكثر إثارة على الإطلاق، هو ذلك التصريح الذى حمل فى ثناياه جواباً عن السؤال اللغز الذى يردده الناس فى الآونة الأخيرة وهو(ماسر مهرجان قرارات إخلاءالسبيل وإعادة المحاكمات المتوالية لرموز النظام السابق؟!!!).. ذلك المهرجان الذى أطلق عليه الشعب الصايع "مهرجان البراءة للجميع".
الأخ حميدة، كشف النقاب عن ذلك السر المزلزل، عندما قال فى أحد حواراته: "إن أحمد عز إمبراطور الحديد السابق وأمين التنظيم فى الحزب الوطنى المنحل، أكد له فى لحظة صفا أنهم عائدون بعد سنتين"!!!.
وبشىء من التدقيق والتدبُّر فى تسلسل الأحداث عقب اعتلاء الرئيس مرسى كرسى الرئاسة، تكتشف بسهولة أن ما حدث من25 يناير2011 حتى الآن، ليس أكثر من "فاصل" لتفريغ شحنات الغضب المُعَبَّأة عبر ثلاثين عاماً، ثم تعود عزيزة لأيامها اللذيذة، واللى مايشوفش من الغربال يبقى أطْبَش.

لقد مرت "السنتان" بحلول يناير المنصرم.. وخلال الستة أشهر المنصرمة توالت قرارات وأحكام الإفراج عن رموز النظام السابق، آخرهم سامح فهمى منذ خمسة أيام، فضلاً عن إلغاء أحكام منعهم من التصرف فى أموالهم، وبقاء مفاصل وأركان الدولة العميقة على ما كانت عليه، وزد على هذا أن قطاعاً من البشر لا يمكن إغفاله يردد الآن "ولايوم من أيام مبارك".
أنا شخصياً أميل إلى تصديق الشيخ رجب، لا سيما أن أحمد عز إمبراطور الحديد، تبدو عليه دلائل الطمأنينة (رغم وصول أحكام سجنه إلى أكثر من ثلاثين عاماً)، وأحياناً أتصوره وهو يتطلع إلى شباك الزنزانة ويغنى (شباكنا ستايره حديد!).
ربنا لا نسألك رد القضاء لو كانوا عائدين، ولكن نسألك اللطف فيه.. ولأن من قدم السبت لقى الحد، أقدم أطيب التمنيات للسادة سرور وعزمى والشريف والعادلى وعز وجمال وعلاء، وأعضاء لجنة السياسات واتحاد الكرة، وجمعيات المستثمرين ورعاية المطلقات، وعلى رأس كل هؤلاء سيادة الرئيس المفدَّى محمد حسنى مبارك.. وشكراً للشيخ رجب صاحب أحلى كلام وأحلى كبدة.


الجريدة الرسمية