رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور... تشويه جامعة القاهرة.. التكييفات تفسد جمال القبة التاريخية.... مفتشو الآثار: «إحنا بلد يتفنن في ضياع التراث»... و«الآثار»: نستعد لتسجيلها ضمن المعالم الأثرية ونرفض ما يحدث

فيتو

 سادت حالة من السخط الشديد بين عدد كبير من محبي التراث والمباني ذات الطابع التاريخي المميز، بعد تشويه قبة جامعة القاهرة التاريخية بعدد من المواسير وتوصيلات التكييفات، الأمر الذي أثار غضب عدد كبير من مفتشي الآثار خلال الأيام القليلة الماضية.


وقال مفتش الآثار أحمد ماهر، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: "إحنا البلد الوحيد التي بتتفنن في الإساءة لتراثها وتاريخها، مبنى تاريخي مهم زي جامعة القاهرة بمنشآتها المختلفة كان الأولى إنه يتم المحافظة عليها وإظهارها بشكل يليق بأقدم وأعرق جامعة في المنطقة".

 وتابع: "خلال المشاركة في لجنة تسجيل مباني الجامعة قابلنا حاجات عجيبة، التحف القديمة اتشالت من مكانها، وتم استبدالها بأي عك من الأدوات الجديدة، الكتب والمخطوطات الموجودة بالمكتبة المركزية ما ينفعش نقول متخزنة، دي متشونة، المباني نفسها والجدران تم تخريبها يا إما بالتكييفات أو بهدم أجزاء منها أو بتركيب وسائل إضاءة جديدة، رغم إن كل الكلام دا كان موجود من وقت الإنشاء وبيعمل بكفاءة عالية، لكن مينفعش طبعًا نسيب مبنى في حاله".

تسجيل القبة وبرج الساعة
وقال الدكتور ضياء زهران، مدير التوثيق الأثري بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، إنه "ضد تشويه قبة جامعة القاهرة التاريخية بتركيب عدد كبير من مواسير التكييفات بها".

وأضاف أنه جار إعداد ملف علمي لتسجيل قبة جامعة القاهرة وبرج الساعة في عداد الآثار، وقال: "من الواجب أن يتم أخذ رأي الآثار قبل البدء بأي أعمال في القبة".

وأكد ضياء زهران لـ«فيتو» أن وزارة الآثار تعد مادة علمية متكاملة عن المنشأ وتاريخ إنشاء قبة جامعة القاهرة وبرج الساعة بها والوصف المعماري وغيرها من المعلومات العلمية والتاريخية التي يشتمل عليها أي ملف لتسجيل مبنى تاريخي.

مسلسل العبث بالتراث
وقال الباحث في الآثار الإسلامية سامح الزهار، إن قبة جامعة القاهرة من أهم رموز التعليم في مصر، مشيرًا إلى أنها تعد أيقونة العلم والمعرفة التي تشتهر بهما مصر على مستوى العالم العربي كونها واحدة من أميز وأهم القباب في المنطقة العربية.

وأضاف الزهار لـ«فيتو» أن تشويه القبة يعد استمرارًا لمسلسل العبث بالتراث في مصر، لافتًا إلى أن القبة تحتاج إلى معاملة خاصة عند صيانتها أو ترميمها أو توظيفها، وذلك لعدة أسباب أهمها أنها قبة تاريخية لذلك تتبع جهاز التنسيق الحضاري، وكان الأولى بها أن تكون مسجلة ضمن عدد من الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار.

وطالب "الزهار" بأن يكون هناك دور لكلية الآثار بجامعة القاهرة كواحدة من منابر حماية التراث الثقافي في مصر قائلًا: "لا يصح أن يتم تشويه قبة جامعة القاهرة في حضرة أساتذة الآثار بالجامعة، وإن صح ما تم تداوله بأنهم أعلنوا رفضهم لما يتم من قبل رئيس الجامعة، وأنه لا يبالي تجاه ذلك الشأن فعليهم تصعيد الأمر إلى وزير التعليم العالي والذي أعتقد أنه لن يسمح لإدارة جامعة القاهرة بالاستمرار في تلك المهزلة الثقافية التي تتم داخل واحدة من أهم مصانع الثقافة والعقول المصرية المستنيرة ".

وناشد "الزهار" رئيس جامعة القاهرة بالعدول عن تلك القرارات التي من شأنها تدمير تلك القبة التاريخية، والاستعانة بالفنيين من كلية الآثار وكلية الهندسة بالجامعة، وتشكيل لجنة من الخبراء بوزارة الآثار للقيام بإجراءات تسجيل قبة جامعة القاهرة بشكل عاجل لحمايتها من العبث الذي يتم بها بالطرق القانونية.

الجريدة الرسمية