رئيس التحرير
عصام كامل

قمر «الرب» يفضح إسرائيل ويضع «فيس بوك» في مأزق.. انفجار «عاموس6» ينهي أسطورة التقدم التكنولوجي لدولة الاحتلال.. يحطم خطط الصهاينة للتجسس على مصر وأفريقيا.. والقمر له دلال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم تكتف إسرائيل فقط باحتلال الأراضي، ولكنها تخطت ذلك بالسعي لاحتلال الفضاء عبر الأقمار الصناعية التي تسعى من خلالها إلى التجسس على العالم، إلا أن انفجار قمر الاتصالات والتجسس الإسرائيلي "عاموس 6"، الذي نتج عن انفجار صاروخ (فالكون9) الحامل له بولاية "فلوريدا" أمس، أربك الخطط الصهيونية وجعل دولة الاحتلال تعيد حساباتها.


أضرار هائلة
وذكرت تقارير إسرائيلية اليوم الجمعة، أنه في حين أن أسباب الانفجار الذي أسفر عن تدمير القمر الصناعي "عاموس 6"، ما زالت قيد التحقيق، إلا أن أضرار التفجير هائلة على الأمد القريب والبعيد، وأجمعت جميع الصحف أن الأضرار يصعب استيعابها.

كما أن الانفجار من شأنه أن يعيد عجلة التقدم الذي حققته إسرائيل في هذا المجال إلى الوراء. وليس فقط إسرائيل، بل جميع الشركاء الذين ارتبطت مشاريعهم المستقبلية بالقمر الصناعي المتطور "عاموس 6"، مثل شركة "فيس بوك" العالمية.

أسطورة الفخر
وحطم تفجير "عاموس 6" أسطورة الفخر الإسرائيلية بالتقدم التكنولوجي؛ لأنه كان يشكل لها ذروة التكنولوجيا التي وصلت إليها الصناعة الجوية الإسرائيلية على حجمه، والتكنولوجيا التي زود بها، وستتكبد الصناعات الجوية الإسرائيلية خسائر مادية هائلة، وستحتاج إلى أموال طائلة من أجل بناء قمر صناعي جديد.

التجسس في أفريقيا
ويعتبر "عاموس 6" الأكثر تطورا للصناعات الجوية الإسرائيلية، ويصل وزنه إلى 5.2 طن، وكان يفترض أن يغطي قارتي أوروبا وأفريقيا وبالطبع مصر وذلك بتقديم خدمات الإنترنت ومهام التجسس أيضًا، ويأتي ذلك بعد أن فقدت إسرائيل في العام الماضي 2015 الاتصال بالقمر عاموس 5 الذي أطلق للتجسس على المنطقة العربية في أفريقيا وآسيا لأسباب مجهولة بحسب ادعاء الصهاينة.

ويتضح أن شركة الاتصالات الفضائية الإسرائيلية قد اتفقت مع الصناعات الأمنية على دفع مبلغ 195 مليون دولار مقابل "عاموس 6". كما أن الشركة وقعت اتفاقًا مع الحكومة الإسرائيلية على تقديم خدمات تصل قيمتها إلى 20 مليون دولار.

مأزق "فيس بوك"
كما كان المفترض أن تتمكن فيس بوك من إيصال الإنترنت إلى أفريقيا عن طريق الفضاء، بحسب مارك تسوكربيرج. وقد وقع الانفجار لحظة كان الأخير يتحدث عن المشروع مع الحكومة الكينية في كينيا ما وضع "فيس بوك" في مأزق.

وينضم إلى قائمة المتضررين من الانفجار الشركة التي تسببت في الانفجار وهي شركة SpaceX المسئولة عن قاعدة الإطلاق فالكون 9.

إضافة إلى هؤلاء، فقد خسرت شركة "فيس بوك" مشروعها المتعلق بالقمر الصناعي، وهو ربط أفريقيا بالإنترنت السريع عبر الفضاء، ولا ننسى سكان أفريقيا الذي انتظروا طويلا تنفيذ المشروع والآن عليهم الانتظار لأجل غير مسمى بهدف الوصول إلى إنترنت سريع.

وكذلك شركة "الفضاء" الإسرائيلية التي كانت مسئولة عن تشغيل القمر الصناعي وتسويق خدماته، تلقت ضربة قاضية، فقد مكان من المتوقع، أن تباع الشركة لمجموعة صينية "Beijing Xinwei" بمبلغ يقدر بـ285 مليون دولار، شرط نجاح إطلاق عاموس 6 إلى الفضاء. وحتى إن علامات استفهام عديدة تحوم حول مستقبل الشركة في ظل الانفجار المفاجئ.

شركة "yes"
وتنضم إلى قائمة المتضررين كذلك شركة "yes" الإسرائيلية، وهي شركة تليفزيون إسرائيلية تعتمد على الأقمار الصناعية، والتي استثمرت بعاموس 6 لنقل برامجها التليفزيونية في المستقبل والآن ستضطر إلى إيجاد بديل آخر، علما بأنها تستعمل قمرين صناعيين لبث قنواتها، وواحد منهم، عاموس 3 سيخرج عن العمل عام 2017.

دلالة دينية
وأوضح الدكتور سامي الإمام، الخبير في شئون الديانة اليهودية، أن "عاموس" له دلالة دينية هو أحد الأنبياء عند اليهود، ويحتل سفر "عاموس مكانة كبيرة بين أسفار التوراة؛ لأنه يهتم بموضوع الرؤى التي أراه الله إياها، حيث تبدأ تلك الرؤى بعبارة: "هكذا أراني الرب"، وموضوع "أن الرب يزمجر من صهيون، ويعلن صوته من أورشليم"، كما يهتم السفر بفكرة إيقاع العقاب بالبلاد المجاورة لإسرائيل.

وأضاف الإمام أنه من هذا المنطلق جاء اختيار اسم قمر التجسس والاتصالات الإسرائيلي ليحمل اسم نبي يرتبط اسمه برؤى أراه الله، وفي الإصحاح التاسع يرى "عاموس" الله نفسه.

ونوه الإمام إلى أن عاموس عاش (النصف الأول من القرن الثامن ق.م)، في وقت طغى فيه الأغنياء على الفقراء، حتى اضطروهم إلى الاقتراض منهم بالربا الفاحش، ولما عجزوا عن السداد دفعوهم لبيع ما تبقى من متاع هزيل وباعوهم عبيدًا لقضاء ديونهم. ليس هذا وحسب بل رشوا القضاة لظلم الفقراء. يقول "عاموس": "من أجل ذنوب إسرائيل. لا أرجع عنه لأنهم باعوا البار بالفضة، والبائس لأجل نعلين".

ساعة الانتقام الإلهي
ويصف عاموس ساعة الانتقام الإلهي فيقول: "يوم الرب هو ظلام لا نور كما إذا هرب إنسان من أمام أسد فصادفه الدب أو دخل بيته ووضع يده على الحائط فلدغته حيَّة".

وتابع الإمام: "تتضمن رؤى النبي عاموس قديمًا، بالإضافة إلى عقاب الإسرائيليين في المملكة الشمالية قديمًا عقاب شعوب بلاد مجاورة ويمكننا أن نقول: إن عقاب مصر، وبابل (العراق) وكنعان (فلسطين) ودمشق (سوريا) هو قاسم مشترك في رؤى الأنبياء كافة من وجهة نظر اليهود".

الرب يوجه القمر
وأكمل: "فكأن "عاموس" اختصه الله برؤى عدة حول هذه البلاد والشعوب ولذلك اختير اسم النبي "عاموس" ليطلق على قمر التجسس والاتصالات وبث القنوات التليفزيونية تفاؤلا برؤى النبي وكأن الرب هو الذي يوجه هذا القمر".

الجريدة الرسمية