رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «معركة البوركيني» تجتاح العالم.. انتقادات لفرنسا بعد «إجبار مسلمة على خلع ملابسها».. المغرب ينتقم بعقاب مرتديات المايوه.. «لوموند» الفرنسية: الرجال يقررون ماذا ع

فيتو

تحولت قضية ارتداء "البوركيني" من حرية شخصية إلى معركة عالمية تتحكم في بعض سياسات دول العالم، لتنقسم هذه الدول إلى طائفتين، إحداهما رافضة لارتداء البوركيني، والأخرى مؤيدة لارتدائه بل وتدافع عنه في تطورات غريبة للأحداث.


ضربة البداية
واشتعلت المعركة تحديدا بعد أن نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تقريرا عن محاصرة أربعة رجال من الشرطة الفرنسية، لامرأة مسلمة تبلغ 34 عامًا كانت تستلقي على شاطئ في نيس، تستمع بأشعة الشمس بهدوء، فتوجه الضباط إليها وأجبروها على خلع ملابسها، رغم أنها لم تكن ترتدي البوركيني الذي حظرته السلطات الفرنسية مؤخرًا.

وقالت المرأة إنها شعرت بأن تعامل الضباط معها كان عنصريًا ومقصودًا لإهانتها أمام عائلات أخرى وأطفال كانوا قريبين منها.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن الحظر الفرنسي على لباس البحر الإسلامي المعروف بـ"البوركيني"، مهدد بأن يتحول إلى مهزلة، بسبب قيام ضباط الشرطة المسلحة مسلحين بمسدسات رذاذ الفلفل والهراوات، بدوريات على الشواطئ لمراقبة التزام المسلمات بالحظر.

تلك الحادثة تسببت في ضجة عالمية أدت إلى انقسام في الرأي العام، فضلًا عن تدخل سياسيين وحقوقيين وإعلاميين في القضية، ويتخذ مجلس الدولة الفرنسي قرارا بتعليق حظر البوركيني، ولكن لم تهدأ موجة الانتقادات الموجهة للسلطات الفرنسية.


العنصرية ضد المسلمين
وكان على رأس المنتقدين، صحيفة الجارديان البريطانية، والتي علقت في إحدى افتتاحياتها، على العنصرية التي تمارسها فرنسا ضد المسلمين وتقيد حريتهم في ارتداء زي السباحة البوركيني، قائلة: "إنه ممارسة للسياسة القبيحة على الشاطئ".

وتشير الافتتاحية، إلى أن الساسة قدموا عددا كبيرا من المبررات حول منع ارتداء الزي الإسلامي على الشواطئ الفرنسية، وترى أنهم مخطئون.

وتقول الصحيفة: "كيف تبدو الحرية؛ أربعة رجال شرطة يأمرون سيدة بخلع ملابسها في الهواء الطلق، ودعم رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس حظر ارتداء البوركيني على الشواطئ، بحجة أن اللباس هو جزء من عبودية المرأة.

حقوق المرأة
وتضيف الصحيفة: أن "الصور الواردة من مدينة نيس، التي تخلع فيها امرأة مسلمة قميصها تحت الإكراه، تظهر أن الزعم بحماية حقوق المرأة زعم خاطئ، مثل المزاعم الأخرى المقدمة لدعم الإجراءات لمنعه، وهي عديدة، منها التغطية لأسباب دينية وهي على الشاطئ، لكونه غير صحي أو مستفزا، ومناقضا للقيم الفرنسية.

وترى الافتتاحية أن "الصور منافية للعقل، وقبيحة، وتسلط الضوء على التناقض بين المثل التي يتم الحديث عنها وتداعياتها، وتهديد متخيل للمجتمع القومي والوسائل التي استخدمت للسيطرة عليه، حيث احتاج الأمر عددا من رجال الشرطة المدججين بالسلاح لمواجهة امرأة كانت تستلقي على شاطئ البحر، ولا نعرف ما هي القيم الفرنسية التي تم الدفاع عنها، فليست هناك حرية أو مساواة أو أخوة؛ لأن المرأة التي ترغب بارتداء البوركيني (أو حتى الحجاب بملابس فضفاضة) تواجه بخيار إما ارتداء الملابس كما يريدون، أو الخروج من الأماكن العامة".

تظاهر بالبوركيني على الشواطئ
وقررت السلطات البلجيكية السير في الاتجاه ذاته ودراسة حظر البوركيني على أراضيها، بعد أن دعت عدة أحزاب سياسية علمانية لذلك، إلا أن نساء مسلمات وغير مسلمات خرجن في مظاهرة غير تقليدية تحت عنوان "حرية المرأة" عن طريق الاحتفال بالبوركيني على الشواطئ البلجيكية.

المغرب ينتقم
وبعد استياء عربي من عنصرية أوروبا ضد المسلمين، قالت صحيفة لوموند الفرنسية، إن المغرب يشهد بعد فرنسا جدلًا حول إمكانية منع المايوه على الشواطئ المغربية.

الرجال يقررون
وأوضحت الصحيفة أن الذي يحدث في كل من فرنسا والمغرب يثبت أن الرجال يتدخلون ويقررون ماذا على المرأة أن ترتدي، ففي فرنسا يطلبون منها خلع ملابسها على البحر وإلا فستتعرض لغرامة والطرد من الشاطئ، وكذلك في المغرب هناك من يطالبها بأن ترتدي البوركيني وإلا تتعرض لنفس العواقب.

وأضافت الصحيفة الفرنسية أن كل ما يحدث من جدل حول المرأة يأتي من قبل الرجال الذين يقررون لهن ماذا يرتدين دون الرجوع لهن، فمن الرجال من يريد تعريتهن، وهناك من يريد تغطيتهن ويبدو أن الجدال لن ينتهي.


الجريدة الرسمية