رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان والسلفيون.. طلاق بائن


خرج علينا الشيخ محمد حسان، أحد شيوخ التيار السلفي، بشهادته عن اعتصام رابعة، ودارت شهادته حول أن الإخوان رفضوا كل الجهود الرامية لفض الاعتصام بشكل سلمي، وزاد بأن الاعتصام كان مسلحا وليس سلميا، كما ادعى الإخوان، ومن قبله بأيام خرج علينا الشيخ ياسر برهامي متهما جماعة الإخوان بالفساد، وأن اعتصامها كان مسلحا، وزاد بأن معظم من قُتلوا في رابعة كانوا من السلفيين!

 وسبحان الله الذي أجرى الحق على ألسنة شركاء الدم، فمنذ عام تقريبا قلتُ في مداخلة تليفونية مع قناة فضائية إن عددا كبيرا من المعتصمين في رابعة كانوا ينتسبون للتيار السلفي، وكان في ستوديو القناة الفضائية وقتها أحد رموز حزب النور السلفي، وإذا بهذا الرمز السلفي يقسم بالله أن السلفيين كانوا من أبعد الناس عن هذا الاعتصام وأن أحدهم لم يشترك في هذا الاعتصام! ولكن الكذب عمره قصير، ومهما حاول السلفيون إخفاء تحالفهم مع الإخوان بعض الوقت إلا أنهم لن ينجحوا في إخفاء هذا التحالف كل الوقت.

وبعد شهادتي ياسر برهامي وحسان عن اعتصام رابعة، خرج الشيخ السلفي جمال المراكبي ليؤكد أن الإخوان رفضوا كل الوساطات التي كانت تدعوهم لفض الاعتصام بشكل سلمي، وأنهم فضلوا الدماء وضحوا بشبابهم لمجرد الحصول على مكاسب سياسية والظهور بمظهر الضحية! ولكن كيف كانت القصة، وكيف كان التحالف؟ ولماذا انتهى تحالف شركاء الدم؟


حين أدرك الإخوان أننا في زمن يتحول فيه المتدينون إلى اتبّاع السلفية كمذهب وأنها تمددت وتسربت في المجتمع المصري، لذلك أرادوا استثمار شعبية علماء السلفيين خاصة بعد ثورة يناير 2011، بالاقتراب منهم ومداعبة طموحاتهم وإيهامهم بأنهم سيكونون شركاء لهم في الحكم، ولأن الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام فرقة دينية تحمل مذهبا إسلاميا ما في العقيدة أو الشريعة وكان كل غرضهم هو الوصول إلى الحكم بأي طريقة مهما كانت الراية التي يستغلونها..

 لذلك أظهرت الجماعة الود للتيار السلفي طمعا في أصوات جمهورهم، وبعد أن وصل الإخوان للحكم استمرت الحالة العاطفية بينهما في ازدهار فترة زمنية قصيرة حتى وقعت الواقعة وقام مرسي بإقالة أحد رموز السلفيين من موقعه كمستشار له على زعم أنه ارتكب مخالفات مالية! ساعتئذ عرف رموز السلفيين أنه تم استخدامهم، وأن بطاقة الصلاحية لهم لدى الإخوان قد انتهى عمرها الافتراضي، فلم يكن أمام حزب النور ممثل التيار السلفي إلا الوقوف مع ثورة الثلاثين من يونيو 2013 ظاهرا، ولكن جمهوره كان ينضم لحشود الإخوان.

ولأن الإخوان لم يكونوا سلفيين ولن يكونوا، ولكنهم قضوا منهم وطرهم، فكان الطلاق البائن بعد ذلك، وجاءت شهادة الشيوخ حسان والمراكبي وبرهامي لتكتب ورقة الطلاق.
الجريدة الرسمية