رئيس التحرير
عصام كامل

النادي الأهلي بين الهواية والاحتراف


للنادي الأهلي جمهور كبير يعشقه ويقف خلفه، وهو ناد مشهود له بالعراقة، وتحقيق البطولات الكبيرة، وبسمعته العربية والدولية، وكل هذه الأمور بلا شك تجعله حالة فريدة، ونواة ناضجة لدخول عالم الاحتراف من أوسع الأبواب.


لكن أزمة النادي الأهلي تكمن في عدم تحديد هويته بشكل صريح إلى الآن؛ هل هو ناد محترف يطبق جميع معايير الاحتراف العالمية؟ أم هو ناد هاوٍ يقوده أشخاص هواة لا يعرفون عن الاحتراف شيئا؟

للأسف ورغم امتلاك النادي الأهلي لهذه القدرات والإمكانيات الهائلة؛ إلا أنه لم يصل كونه ناديا محترفا، وهذا لا يعيب النادي بقدر حاجة منظومة الرياضة جميعها إلى الإصلاح.

ومن أهم ما يثبت عدم وصول النادي الأهلي حد الاحتراف؛ طريقة تعيين مديري ومدربي ومسئولي النادي، فهي تندرج تحت بند العلاقات والارتياح الشخصى لهذا أو ذاك، حيث لا يوجد داخل النادي مقياس ثابت لكل منصب أو وظيفة يعتمد عليه في اختيار وتعيين الشخص الأنسب لهذا المكان، والأمر كله متروك للصدفة.

وفى عصر الاحتراف يكون العلم هو السائد دائما، لأنه بالعلم نستطيع وضع معايير علمية دقيقة لكل شىء، وبالتالى سوف تفرز هذه المعايير أفضل العناصر من المدربين والإداريين والمدراء، لكن للأسف غالبًا ما تكون الاختيارات نتيجة فواتير انتخابية.

ومن الدلائل الأخرى على عدم احترافية العمل داخل النادي الأهلي؛ وأحد أكبر أسباب الأزمة داخل النادي هي أن الإدارة لا تتعامل مع لاعبى فريق الكرة بالنادي كمحترفين، في المقابل وعلى سبيل المثال نجد حياة لاعبي أوروبا تحت تصرف ناديهم؛ فيحدد المدرب نوع طعام اللاعب وشرابه، وما يجب أن يرتديه، وكيف يقضى أوقاته وسهراته ورحلاته، حتى لا يمكن للاعب أن يخطو خطوة بغير علم النادي، أما ما يعتمده النادي الأهلي حاليا فهو نظام مختلط بين الهواية والاحتراف، لا نجد اللاعب فيه ملتزما بنوع طعام أوشراب، كما يقضى أوقاته وسهراته كما يحب دون ضابط معين، وكله هذا يندرج تحت بند "ماشى الحال" طالما نحصل على الدوري، ثم بعد ذلك نتساءل لماذا يهزم الفريق؟ ولماذا نخرج من البطولات؟

لا بد أن نوجه أنظارنا إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد جاء وقت العالمية، والعالمية ليست مجرد مشاركات هامشية في بطولة كأس العالم للأندية نخرج منها بالمركز الرابع، لكن العالمية أن ننافس على كأس هذه البطولة، وأن يُطلب النادي الأهلي للعب مباريات ودية مع الفرق الأوروبية، وقتها نكون قد وصلنا إلى طريق الاحتراف الصحيح.

مع الأسف.. في الوقت الذي نتغنى فيه بأن لنا السبق في تجارب الاحتراف في كل شىء؛ نفاجأ بظهور تجارب احترافية لأندية في دول عربية مشابهة كالإمارات وقطر وغيرها تسبقنا بكثير رغم وجود الإمكانيات لدينا.

في النهاية إذا أردنا أن يكون النادي الأهلي رمزًا عالميًا يحتذى به فلابد من تطبيق الاحتراف بكل بنوده وبكل ما تعنيه الكلمة، لأن النظام المختلط نادرًا ما يأتينا بتميز ملحوظ، لا بد لنا إذن أن نتخلص من الخلط بين الهواية والاحتراف، خاصة في الإدارة، ومن الأوقع أن تُنشأ لكرة القدم شركة خاصة تديرها، تكون منفصلة عن مجلس الإدارة الذي يعمل بصورة تطوعية لا تتناسب مع متطلبات الاحتراف.
الجريدة الرسمية