رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قانون تنظيم وبناء «العقول» أولا!


بعيدا عن أي تفاصيل مباشرة على قانون بناء الكنائس..فلم يكن القانون موجودا طوال ما يزيد على قرن ونصف القرن من الزمان إلا أن المشكلات والأزمات الطائفية لم تعرفها مصر إلا في الـ 45 عاما الأخيرة، منذ حادث الخانكة ومرورا بالزاوية الحمراء إلى الاعتداء على الكنائس بأسيوط في التسعينيات، وإلي أحداث المنيا الأخيرة رغم أنهم أنفسهم أقباط مصر في النصف الأول من القرن العشرين، والذي شهد وحدة المصريين في ثورة 19 وما بعدها، وهم أنفسهم أقباط مصر بعد ثورة يوليو والذي شهد بناء كاتدرائية العباسية والعلاقة المتميزة بين الزعيم جمال عبد الناصر والبابا كيرلس، بل وبعدد من القادة المسيحيين في العالم مثل الأسقف مكاريوس في قبرص، وكان عبد الناصر سباقا في إقامة علاقة جيدة معه ضد تركيا، وكذلك مع الإمبراطور هيلاسلاسي حاكم إثيوبيا، وكان سباقا في إقامة علاقات ممتازة معه على حساب إريتريا ضمانا لأمن مصر المائي!


ما يعنينا الآن هو: ماذا جري للمصريين لكي تحدث بينهم هذه الأحداث الطائفية؟ وهل القانون الجديد يقبل التنفيذ السهل والمرن وسيتم احترامه في كل مدن وقري مصر؟ وهل المشكلة في القوانين أم أن الأزمة فيما تسرب لعقول المصريين خلال هذه السنوات من أفكار متطرفة؟ الأفكار تسربت من جماعة الإخوان التي تركوا لها الحبل على الغارب في زواياها ومساجدها وإصداراتها الدورية وشرائط تسجيل قياداتها وشيوخها ودروس الثلاثاء ومحاضرات ما بين المغرب والعشاء.. وكذلك شيوخ السلفيين والأفكار المتطرفة التي حملها معها عند عودتهم من الخليج المصريون العاملون هناك..حتى استقر في عقول البسطاء أنه لا يحق لغير المسلم أن يتعبد بأي طريقة وأن يقيم شعائره وفقا لعقيدته، واستقر فيها أيضا أن الحاكم الذي يوافق على ذلك آثم يجوز الخروج عليه، والأخطر أنه استقر في عقولهم أن من يقتل دون ذلك فهو شهيد..!!

ولذلك ولأن الحابل اختلط بالنابل في عقول الكثيرين..بسطاء وغير بسطاء -بالمناسبة- لذلك فنحن-ورغم دعمنا للقانون-في مسيس الحاجة إلى ثورة فقهية تنويرية في مدن وقري مصر وأجهزة إعلامها يعرفون فيها الفرق بين الشريعة والفقه والفرق بين كلام الدين وبين آراء رجال الدين، وبين كلام السنة النبوية الشريفة الصحيحة وبين ما قاله ابن تيمية والشيخ العز بن عبد السلام لظروف احتلال التتار المغول لبلاد المسلمين، وإن لم يحدث ذلك فلن تمر الأمور بسهولة.. فمن يحرقون بيوت المسيحيين اليوم ويعتدون عليهم يخالفون قوانين البلاد ولن تردعهم لاقتناعهم أنهم يجاهدون في سبيل الله، وسوف يستمر جهادهم ما لم تتغير الأفكار في أذهانهم..ويعرفون سماحة الإسلام وتشريعاته وآيات كتابه الحكيم وسنة نبيه على الصلاة والسلام وعهود الخلفاء لغير المسلمين وعلي رأسهم الخليفة العادل عمر بن الخطاب وقد كان يعرف عن الإسلام وأحكامه أكثر من كل علماء الإسلام اليوم بلا أي مبالغة..
اللهم بلغت اللهم فاشهد..
Advertisements
الجريدة الرسمية