رئيس التحرير
عصام كامل

أيمن نصرى منسق مجلس الكنائس العالمى: نسعى لتأسيس «بيت العائلة» في الغرب

فيتو

“الإسلام، وإن كان خاتم الأديان السماوية، فإنه يُعد مكملا ومتمما لرسالات الله في الأرض، وهو يؤمن بالدين الذي أنزل من قبله على إبراهيم وموسى وعيسى، عليهم السلام، ويصدّق بصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، كما يصدق بالقرآن الكريم من غير فرق”، نصا من كلمة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في ختام “الملتقى الدولى الأول للشباب المسيحى والمسلم”، الذي استضافته مشيخة الأزهر الشريف مؤخرا، وانتهت فعالياته الأحد الماضى، كما شدد “الطيب” أيضا على أن “الإسلام يوجه أتباعه إلى الانفتاح على أتباع موسى وعيسى عليهما السلام إلى درجة الزواج والمصاهرة وعلاقة البر والمودة والرحمة، كما أمرهم بذلك، ويقرر القرآن أن الله جعل في قلوب أتباع عيسى عليه السلام رأفة ورحمة إلى يوم القيامة”.

الملتقى الأول، والذي لن يكون الأخير، شارك فيه 40 شابا وفتاة أقل 30 عاما، مقسمين بين الأزهر ومجلس الكنائس العالمى، بحضور قيادات إسلامية وكنسية رفيعة المستوى، يعكس توجها مهما من الأزهر الشريف، الذي بدأ يمد يده للآخر ويعترف به ويتعامل معه، ما يبدد الصورة السلبية التي يحاول كارهو الإسلام بالسليقة أن يضعوه داخلها، ويعيد إلى الذاكرة الدور التاريخى الذي اضطلع به منذ نشأته، وكان ولايزال رمزا للوطنية والمواطنة الخالصة.
وخلال 3 أيام، ناقش الملتقى دور الأديان في بناء السلام ومواجهة التطرف والإرهاب، من خلال مجموعة محاضرات وورش عمل لوضع أسس حقيقية لمشاركة شبابية فعالة في بناء السلام، كما ركز على قيم المواطنة والتعايش المشترك، وآليات تفعيل مشاركة الشباب المجتمعية وبناء عدالة اجتماعية في مجتمعاتهم، ودور المؤسسات الدينية في بناء السلام، إضافة إلى الخطاب الدينى وأثره في خلق التوتر والعنف أو الوفاق والسلام، كما أن اجتماع الشباب في المشيخة هو نتاج تعاون مثمر بين الأزهر والكنيسة. الملتقى أكد أن علاقة الناس بالشعوب بعضها البعض في نفوس الإنسان هي تبادل الإخوة، ولا مكان للصراع للهيمنة الاقتصادية والعسكرية والثقافية داخل الإسلام.. «فيتو» حضرت فعاليات الملتقى وحاورت بعض المشاركين.
وفى هذا الإطار ثمن أيمن نصرى منسق مجلس الكنائس العالمى الدور الذي يلعبه الأزهر الشريف في التقريب بين مختلف الديانات السماوية، مشيرا إلى أن جمع 40 شاب مسلمًا ومسيحيا في ملتقى للحوار أمر طيب، ويشجع على التعرف على الآخر. نصرى أكد في حوار مع فيتو أن مجلس الكنائس العلمى استفاد من تجربة الأزهر ويسعى إلى تأسيس بيت عائلة في الغرب على غرار بيت العائلة الذي دشنه الأزهر لحل المشكلات الطائفية.. والى نص الحوار

*من أين نبعت فكرة الملتقى الأول للشباب المسيحى والمسلم؟

الفكرة جاءت من أن الشباب أصبح شاهدًا رئيسيًا على العنف والتطرف والتوتر الدينى في مختلف دول العالم، وبالتالى كان من الأهمية أن نجمع 40 شابًا وفتاة تحت 30 سنة من المسلمين والمسيحيين يمثلون الكنائس الشرقية والغربية والأزهر الشريف، للتحاور ووضع الآليات والحلول للمشكلات المزمنة مثل العنف المجتمعى والتوترات الدينية والفتنة الطائفية، والخطاب الدينى المتشدد والأحداث الإرهابية، وأردنا من الملتقى وضع الشباب بأنفسهم حلول لمواجهة تلك المشكلات، بما إنهم شهود عيان على تلك الأحداث، وتكون الحلول بمثابة خارطة طريق وتساعدهم فيها المؤسسات الدينية ممثلة في الأزهر الشريف ومجلس الكنائس العالمي.
*ما أهم الموضوعات التي تم طرحها خلال الملتقي؟

الدين في العمل السياسي، ومدى خطورة ذلك، وكيفية إيجاد آلية واضحة لتحجيم دخول الدين في السياسة، وكان عندنا نموذج لذلك وهو وجود جماعة الإخوان في الحكم، وكيف كان ذلك سيؤدى بالدولة إلى نهاية سيئة، وكذلك ما يحدث الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستخدم أحد المرشحين الدين في العملية السياسية، وكذلك طلبنا من المشاركين معرفة ماهو المراد من المؤسسات الدينية، كى يتم وضعهما على الطريق الصحيح، وكان لا بد من تعريف المواطنة خاصة للشباب القادمين من الخارج.
*ما أوجه التعاون بين الأزهر الشريف ومجلس الكنائس العالمي؟

نسعى لتكوين بيت عائلة على مستوى العالم، مثل الموجود في مصر حاليا، ولا بد من استثمار العلاقة الجيدة التي تربط بين الكنيسة القبطية والأزهر الشريف، والغرض من فكرة إنشاؤه تصحيح صورة الإسلام، الذي تعرض خلال الفترة الماضية لحملات تشويه كبيرة.

*هل ترى أن 40 شاب وفتاة عدد كاف للتصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا وتصحيح صورة الإسلام؟
الملتقى الأول هو مجرد بروفة لمؤتمر أكبر يضم عدد كبير من الشباب والفتيات خلال الفترة المقبلة، سيكون هناك تعاون كبير حول هذا الشأن بين الأزهر الشريف ومجلس الكنائس العالمي، وكان من الأهمية أن يكون بداية التعاون كهذا حتى نرى مردوده.
*ماذا بعد انتهاء الملتقي؟
سيكون هناك لجنة من الأزهر الشريف ومجلس الكنائس العالمي، لمتابعة التوصيات، ونضع حجر الأساس للملتقى الثانى، الذي سيعقد خارج مصر.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"


الجريدة الرسمية