رئيس التحرير
عصام كامل

معارض هيئة الكتاب المصرية في المحافظات «بلا فائدة».. «تقرير»

فيتو

اتجهت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي لنقل معارض الكتاب في محافظات الجمهورية المختلفة، بهدف إيصال الثقافة لكافة المناطق فضلا عن إنهاء مفهوم المركزية، وذلك بحسب ما أعلنته الهيئة في بياناتها الصحفية المتعلقة بإقامة هذه المعارض.


وبالنظر لهذه الفعاليات التي أقيمت في ثلاث مناطق مختلفة بدأت بمدينة شبين ثم حي فيصل، وأخيرا بمدينة طنطا، يتضح أن هذه المعارض بلا فائدة، ولم تحقق ما أقيمت من أجله، فضعف الإقبال الجماهيري، بجانب خسائر دور النشر كان أبرز ملامحها.

جداول الفعاليات

تعتمد معارض الكتاب في مختلف البلدان، ومن ضمنها مصر، على جدول الفعاليات الثقافية والفنية، والتي تلعب دورا كبيرا في نجاح أو فشل المعرض، بسبب ما يحمله الجدول من توازن بين ما هو ثقافي وترفيهي، لكن يبدو أن القائمين على هذه المعارض كان لديهم رأي آخر، فقد سيطرت الفعاليات الترفيهية، فضلا عن عدم استضافة قامات ثقافية وأدبية كبيرة تستطيع جلب جمهور القراء للمعرض، ما أدى إلى ضعف نسب الإقبال، بالإضافة إلى ركود عملية بيع الكتب بأجنحة دور النشر بحسب ما أعلنه عدد من مسئوليها.

وفى هذا الإطار يرى محمود عبد النبي، مدير المبيعات بدار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، أن معرض فيصل في دورته المنقضية تطغى عليه الصبغة الترفيهية، ويظهر ذلك من خلال جدول الفعاليات الفنية والثقافية للمعرض، حيث يفتقر للندوات الثقافية الكبيرة، والقامات الثقافية المهمة التي تستطيع جذب جمهور القراء.

الدعاية
اتسمت الدعاية الخاصة بهذه المعارض بالضعف كما وصفها البعض، وظهر ذلك جليا في ضعف نسب إقبال الجمهور على الفعاليات.

وأوضح محمود الضبع، مساعد رئيس الهيئة، فيما يخص هذا الجانب أن الهيئة اعتمدت في الدعاية على الطرق المتاحة إليها وهى إرسال بيان صحفي لكل المؤسسات الإعلامية قبل انطلاق المعرض، موضحًا أن الهيئة لا تمتلك قدرة لعمل حملات إعلانية كشركات الدعاية الكبرى، وهذا ما يتعارض مع وجهة نظر الناشرين المشاركين بالمعرض حيث يرون أنه لابد من حملة دعائية داخل المدينة المقام بها المعرض لتنيه الجمهور بأن هناك معرض للكتاب، كما أنها لابد أن تكون قبل انطلاقه بوقت كافٍ، وهو ما لم يحدث في تلك المعارض.

نسب الإقبال
وأثّر ضعف الدعاية بجانب جدول الفعاليات الضعيف، على نسب إقبال الجمهور على هذه الفعاليات، حيث قال محمد مرتضى مسئول المبيعات لدار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، بمعرض طنطا للكتاب، إن نسبة الإقبال على المعرض محدودة، وذلك نظرا لضعف الدعاية له بالإضافة إلى مواعيد الافتتاح والغلق لفعاليات المعرض.

ووافقه الرأي محمد طاهر، المسئول عن جناح دار نهضة مصر بالمعرض نفسه حيث قال، إن الإقبال على المعرض بشكل عام محدود للغاية، وذلك بسبب ما وصفه "ضعف الدعاية والإعلان عن فعاليات المعرض"، وهذا يؤكد أن الهدف المرجو من إقامة هذه المعارض لم يتحقق، فمعنى عدم ذهاب الجمهور إليها يعني فشل الفعالية بشكل كامل.

خسائر دور النشر
من جانبها تكبدت دور النشر خسائر كبيرة من وراء هذه المشاركات، فقد حددت هيئة الكتاب مبلغ 1800 جنيه، قيمة تأجير 9 أمتار داخل أرض المعرض، وبعض دور النشر وصلت مساحتها في أرض المعرض 36 مترا مربعا، فضلا عن تحمل أجور نقل الإصدارات، بالإضافة إلى أجور العاملين بهذه المعارض.

وكانت نتيجة طبيعة لكل ما تناوله التقرير على تراجع عدد دور النشر المشاركة في هذه الفعاليات، فبحسب التقارير الصادرة عن الهيئة للإعلان عن انطلاق هذه الفعاليات، فقد شارك في معرض شبين الكوم 52 ناشرا، بينما فيما شارك في معرض فيصل للكتاب الرمضاني 49 ناشرًا، بينما وصل عدد المشاركة في معرض طنطا للكتاب 37 ناشرا فقط، ما يدل على أن دور النشر لم ترَ في هذه المعارض أي جدوى.
الجريدة الرسمية