رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الحبيب الجفري: الخطاب الديني جعل الناس تتجه إلى الإلحاد

فيتو

أكد الداعية الإسلامي الحبيب على الجفري، أن الأحداث الراهنة التي تخيم على المنطقة العربية تحتم على علماء الدين الإسلامي ودعاته أن يصطفوا صفًا واحدًا لانتزاع الخطاب الديني الشرعي من الأيدي التي تعبث به، قائلًا: «الخطاب الديني تم اختطافه وعلينا واجب جهادي في أن نسترده ممن يلعبون ويعبثون به».


مضيفًا، أن الخطاب الديني المتشدد جعل كثيرا من الناس ينفرون من الإسلام ويرونه دينا دمويا، موضحًا أن: «الناس اليوم صارت تتجه إلى الإلحاد، وأنا عن نفسي لو لم أكن أعرف الإسلام لكفرت بالذي يعرض اليوم على أنه إسلام، وهو في الحقيقة خطاب لا يقبله عقل ولا قلب ولا روح».

مشيرًا إلى أنه، على الجميع أن يفرقوا بين التوظيف السياسي للخطاب الديني الذي يخلق تنافرًا ويشعل فتيل الحروب بين المسلمين وبعضهم البعض، وبين حقيقة الخطاب الديني، مؤكدًا: «وجدت كثيرا من المغفلين المتحمسين المندفعين في الخطاب الديني من السنة ومن الشيعة يشعلون النار ليقتتل بعضنا ضد بعض، وهذا مرفوض».

متسائلًا، لماذا تعمل بعض الدول على توظيف أموالها لتنشر التشيع؟، وكذلك في المقابل لماذا تأتي دول أخرى لتنشر التوجه السلفي؟، مضيفًا: «أنت تريد أن تكون سلفيا أو شيعيا؛ كن ما شئت.. لا أحد يرفض.. لكن أن تتحول المسألة إلى جزء من مد النفوذ السياسي.. فهذا مرفوض لأن هذا يصبح عبثا بالسلم المجتمعي.. لست ضد حرية الرأي.. كن ما شئت ما دمت قد اجتهدت وأوصلك عقلك إلى ذلك».

مؤكدًا، أن الحروب التي تدور رحاها اليوم في العراق وسوريا واليمن سببها إشعال فتيل الطائفية، وتسيس الخطاب الديني ليخدم صراعات القوى التي تعبث في المنطقة، قائلًا: «في بلدي الذي كان اسمه دولة اليمن، ولم تعد لنا دولة بعد أن مُزقت دولتنا باسم الطائفية.. عشنا 1000 سنة شافعية وشيعة زيدية وأقلية حنفية وإسماعيلية وطائفة يهودية، أخوة في وطن واحد؛ وفي الـ 30 سنة الماضية دخلت على أهله مذاهب وآراء إسلامية أخرى أوجدت فتنة فيما بيننا، وأصبحت أرض اليمن مسرحًا لاقتتال إقليمي، بعد أن جاءت دول من الخارج ووظفت ما لديها للعب على وتر الطائفية كما حدث في العراق، الذي كنت قبل الاحتلال تجد فوق أرضه الشمري والسني والشيعي متحابين ويتزوج بعضهم من بعض.. قبل أن يُوجد الاحتلال بينهم قتال طائفي».

مضيفًا، أن سيناريو تأجيج فتيل الاقتتال الطائفي الذي حدث بالعراق تكرر في ليبيا، مشيرًا إلى أن: «ليبيا على مدى التاريخ دولة تتبنى المذهب الأشعري المالكي على مشرب الإمام أبو القاسم الجنيد، ولذلك عرفت ببلد المنارات، التي تعني مدارس تحفيظ القرآن؛ فليبيا كانت من أكثر البلاد اعتناء بالقرآن الكريم، واليوم أصبح أهلها يقاتل بعضهم بعضًا باسم الدين».

محذرًا، من أن هناك من يحاول إشعال فتيل الحرب الطائفية على أرض السودان لتلحق بباقي الدول العربية التي دمرتها الحروب والاقتتال الداخلي، مؤكدًا: «نحن نرفض الامتداد الشيعي في السودان، لأن تاريخ هذا البلد ليس فيه شيعة، ولا نرضى أن يحدث على أرضه ما حدث عندنا في اليمن، أو أن يتكرر على أرضه ما حدث في سوريا والعراق».

مخاطبًا قادة ومشايخ الطرق الصوفية، بقوله: «الوقت وقتنا يا أهل الطريق.. الوقت وقتنا ليس بالانتزاع كما انتزع غيرنا، وليس بالاثتئثار وحب النفس والاقتلاع والنشوة، ولكن الوقت وقتنا لنكون خادمين للدين وللبشر إكرامًا لخالقهم، وحتى يكون الوقت وقتنا في ذلك فينبغي أن ننفع ونحب ونرحم ونحسن الظن بالجميع.. حتى عندما نقسو - في استثناءات لا ينبغي أن تكون قاعدة في التقويم - ينبغي أن تكون قسوة الأب الرحيم، وليست قسوة المضاد والعدو.. ينبغي أن نستعيد مشارب وأخلاق وتعاملات القوم».

الجريدة الرسمية