رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من كان منكم بلا «سميراميس» فليرمه بحجر


«أنت مش ابني.. حسن يوسف هو اللي ابني، أنت لقيط لقيط».. جملة تندر بها بعضهم على مشهد فيلم «الخطايا» بين عماد حمدي وعبد الحليم حافظ حين اعترف له في لحظة فارقة أنه لم ينتم إلى هذه الأسرة في يوم من الأيام رغم ما بدا له –شكليا-أنه واحد منهم، وأن صلة الدماء التي تربطه بعائلته اكتشف أنها مجرد «شوب مية ساقع» ولا بيربط ولا بيحل، وهو ما فسر له سر المعاملة الخشنة حتى وإن أجاد، والليونة والتسامح مع ابن دمه رغم وجع القلب المجلوب من طرفه وإساءته لسمعة الأسرة.


ربما تكون أزمة الدكتور خالد حنفي وزير التموين المستقيل تثبت وللمرة الألف أن الرقابة الشعبية تملك من الآليات التي تجعلها حاسمة وفاعلة، ما لا تملكه المؤسسات الرقابية الحكومية واختبرت هذه الآليات قدرتها في مواقف سابقة فواقعة المستشار أحمد الزند وزير العدل السابق ليست منا ببعيدة.

إن ارتفاع وتيرة أزمة الدكتور خالد حنفي ووصولها إلى مشهد النهاية مع موسيقى التيترات وكتابة كلمة «الاستقالة»، خلقت نوعًا من الشبه بين المهندس شريف إسماعيل وبين عماد حمدي في أذهان الكثيرين فوقائع مشابهة كثيرة من وزراء آخرين وصلت إلى أعلى درجة من المد «السوشيالي» وهبطت على «مفيش» ولم يشمر رئيس الحكومة عن ساعده، حتى لو ذرًا للرماد في العيون أو لتسجيل موقف معهم، فـ«سميراميس خالد حنفي» تشبه بدرجة أو بأخرى فشل وزير التعليم البارز في إدارة الثانوية العامة ونجاح «شوية عيال» في اختراق المنظومة وتكدير ملايين الأسر في أسوأ عام دراسي مر على مصر.. عام «الشاومينج».

فساد القمح يكاد يكون على نفس الأهمية مع ما تداولته وسائل الإعلام عن «بانيو» وزير الأوقاف الذي كلف الدولة 13 ألف جنيه، وتصدير أنباء عن قيام الوزارة بتشطيب شقة سيادة الوزير بقيمة تفوق 700 ألف جنيه ولم تشهد رد فعل من رئيس الحكومة أو من آخرين اللهم إلا طلب إحاطة بائس تقدم به هيثم الحريري فأُجبر الوزير على الرد متخليًا عن السياسة المتبعة «دعهم يصرخون»، وتمخض الرد من وزير الأوقاف عن كلمة واحدة «محصلش».

إذا كانت الرقابة الشعبية كسبت نقطتين لصالحها وذلك لأن لها مخالب قادرة على نهش من يتعرض للمال العام أو يتعالى على المواطنين فهل تنجح الرقابة الحكومية في تربية ذات المخالب والاستفادة من آلياتها -رغم نجاحها في مواقع تحسب لها فالقبض على صلاح هلال ونائب وزير الصحة- كانت مبادرة رقابية حكومية لا ينازعها فيها أحد، لردع كل من يمتهن المال العام وهم كثر ومن كان منهم بلا «سميراميس» فليرم خالد حنفي بحجر.


Advertisements
الجريدة الرسمية