رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وسط غياب المسئولين.. مدارس الفصل الواحد بالفيوم في طي النسيان «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تأتي محافظة الفيوم في تقارير التنمية البشرية كثالث أكبر محافظة تعاني الأمية بعد محافظتي المنيا وبني سويف، وتتركز الأمية في ثلاثة مراكز، هي "يوسف الصديق، وإبشواي، وطامية".


أسباب الأمية

وأرجع التقرير الصادر عن فرع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار أسباب زيادة معدلات الأمية في هذه المراكز إلى ثلاثة أسباب، أهمها حرمان بعض التوابع على أطراف المحافظة من وجود مدارس تعليم أساسي، بالإضافة إلى بعد المسافة بين القرية الأم والتابع، وهو ما يحبط إرادة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم، والسبب الثاني ارتفاع معدلات التسرب من تعليم البنات، خاصة في التجمعات السكنية الصغيرة "العزب" لمورثاتهم الثقافية بأن البنت خلقت للزواج، أما التجمعات السكنية المجاورة للمنطقة الصناعية بكوم أوشيم "قرى الهيئة" فيعمل بها المتسربون من التعليم وذلك للإغراءات المادية المقدمة من أصحاب المصانع لأولياء أمور البنات لجذبهن للعمل بالمصانع.

الفقر المقدع

والسبب الثالث فكان حالة الفقر المدقع الذي تعاني منه بعض الأسر، خاصة الأسر كبيرة العدد، لذا فقد بلغ إجمالي أعداد الأميين في الفيوم 607 آلالف و442 أميا بينهم 376 ألفا و581 من الإناث، و230 ألفا و861 من الذكور.

هزيمة الأزمة

وللتغلب على ارتفاع معدلات الأمية ونسبة التسرب من التعليم خاصة بين الفتيات، حتى وصلت في بعض القري 56% كما في قرى ناصر والجمهورية والهيئة التابعة لمركز طامية، والناصرية التابعه لمركز الفيوم، أنشأت الدولة المدارس المجتمعية أو كما يطلق عليها مدارس الفصل الواحد.

الفصل الواحد

في بداية عمل هذه المدارس كانت الأمور تسير طبيعية وتعمل المعلمات بجد ونشاط حتى تخرج منها طالبات التحقن بكليات الطب والصيدلة والتربية والتجارة والحقوق، وأقامت لهن المحافظة قبل الثورة حفل تكريم، وأصدر المحافظ في هذا التوقيت الدكتور جلال سعيد، قرارا بإعفاء خريجات المدارس المجتمعية من المصروفات.

إغلاق المدارس

وعقب اندلاع الثوره تم إغلاق بعض المدارس كما هو الحال في قرية مصطفى الجندي التابعة لمركز الفيوم، إذ تحولت المدرسة إلى استراحة لرعاة الأغنام وسكن للبوم والغربان، حتى إن بعض المزارعين استغلوها كمنشر لإنتاجهم من المحاصيل الزراعية.

فساد وإهمال

أما مدرسة عزبة شعبان أبو أحمد، فقد ضم أحد الأهالي المدرسة إلى منزله، وأصبحت له ولأبنائه، وفي قرية على فراج أصبحت المدرسة مجرد جراج للعاملات به لا يذهبن إليها إلا نادرا.

غياب الرقابة

والمشكلة الأكبر أن هذه المدارس تصرف للدارسات كميات كبيرة من السمن والسكر والزيت والدقيق، لتحفيزهن على الحضور، وبالتالي تذهب حصص كل مدرسة من السلع إلى القائمات عليها لعدم وجود دارسات بها بعد أن أغلقوها بدون متابعة أو رقابة، رغم أن هذه المدارس تخضع للإشراف الكامل لوزارة التربية والتعليم، وفي كل مديرية إدارة مستقلة يطلق عليها "إدارة التعليم المجتمعي".
Advertisements
الجريدة الرسمية