رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«نغزة» ضياع


أصعب شيء ممكن يهز إنسان ويبدل حاله هو "الفُقدان" أو الخسارة أو الضياع.. وإن حاجة بيحبها تقرر فجأة تمشي وتسيبه.. ومن بعد ما كان راسم أحلام يكتشف إنه للأسف في واقع تاني.. واقع ماكانش عامل حسابه ولا كان مرتب لحدوثه في يوم من الأيام..


الفُقدان أنواعه كتير.. والوجع مش هينتهي.. والواحد ممكن يستحمل مرة واتنين وتلاتة.. لكن صعب يعيش عُمره كله بيستحمل بس.. لأنه ببساطة من حقه يعيش قبل ما يموت.. مش يموت وهو بيعيش.

فُقدان النفس:
هو الصدمة اللي بتحصلك في حياتك على غفلة وبدون أي مُقدمات، وبتحولَك من شخص لشخص ومن كائن لكائن تاني، وتخليك حاضر وسط الكل لكن برضه مش موجود.. ودنك من شمع ومش سامعة اللي بيحصل.. وعينيك ماهياش دريانة بأي شيء بتشوفه..وأسوأ حاجة في الدنيا يا صديقي لما الواحد يخسر نفسه.. ويخسر معاها شخصيته وأسلوبه وأحلامه وكلامه.. وبالمناسبة يعني كلنا عندنا الفترة اللي اتبدلنا فيها ووحشتنا نفسنا!

فُقدان الأهل:
لما تخسر أهم شيء موجود في الدنيا.. أعرف إن خلاص كده وزي مابيقولوا "على الدنيا السلام".. لما تخسر اللي ربت وسهرت واستحملت كتير وفجأة تروح منك وانت ملحقتش تعمل اللي عليك.. ده مُنتهي الوجع اللي ممكن يتعاش..أو ييجي اليوم وتخسر الضهر والسند ومصدر القوة، والدفعة اللي لقدام..يعني ببساطة تخسر "أبوك"..وعلي فكرة مش شرط الخسارة تبقي موت.. دي ممكن تيجي على شكل غربة وسفر أو حتى عدم تفاهم.. وفي كل الحالات خسارتك دي بتكون تأكيد لموتك، والموت مالهوش أنواع لكن نتيجته دايمًا واحدة.!!

فُقدان القلب:
وده النوع اللي ٩٠٪‏ من الجيل عايشينه دلوقتي.. تخيل إنت إن في حد عاجز عن إنه يوصل لقلب غيره، وفضل عُمر بحاله بيحاول لجل مايشوف النور، ولما يوصل "يتساب"، تخيل بقينا في عصر فيه قانون بيقول: اللي بيحب بيخسر وهيخسر وخسر!
وجع نظرتك للشخص اللي نفسك فيه وانت شبطان فيه وكأنه لعبة حلوة من بتوع زمان، وانت نفسك تدفي في عين تشيلك وتحامي عليك من مرض الدنيا البايخ، وانت ماليك الشوق واللهفة وضاغطة عليك الأحلام، وانت بتضحي وتقدم كل اللي عندك وزيادة، وفي الآخر برضه تتساب، أو تترفض، أو تموت بالبطئ..وبرضه زي ما اتفقنا..النتيجة واحدة.

فُقدان الحلم:
لما كنت فاكر إنك تقدر تعمل اللي نفسك فيه كده بمُنتهي البساطة وبعدين اكتشفت إن العُمر بيضيع على حاجات كانت سبب في ألم ووجع صعب مش بيروح، ونغزة في صميم روحك مخلياك مش عارف تاخد نفسك وتطلع من تاني للدنيا..احساسك باليُتم العجيب رغم إن الكل حواليك، وللأسف إنت مش مركز غير في أعراض النغزة اللي مش هتروح، وبتزيد كل يوم عن اللي قبله!!

كل اللي فات ده كان مُجرد أعراض وبس، يعني مفيش حاجة بتدوم وعلي رأي اللي قال "دوام الحال من المُحال"..يعني انت مش قدامك غير إنك تقنع نفسك وتقنع غيرك وتفهِم كل المُجتمع والظروف والأيام، إنك "هتقدر"..

هتقدر تعدي وتدوس وتكون أكبر من أي وجع شُفته، وعدّي عليك ولازم تعيش على أمل إن النغزة أه موجودة بس أنت أكيد مسيرك هتخف.
Advertisements
الجريدة الرسمية