رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سيادة الرئيس..هل تنتظر أصوات الفقراء !


كل شىء صار واضحا ولا يحتاج إلى استفتاءات حقيقية أو زائفة، موجهة أو نزيهة، فالفقر أصدق من كل ذلك العبث، لم نعد نحتاج إلى قياس الرأى العام، لأن الغلاء العام والفقر العام هو المسيطر هذه الأيام على حياة الناس.. لذا فليس من مصلحة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الحديث تصريحا أو تلميحا عن إمكانية ترشحه لفترة رئاسية قادمة تبدأ من مايو 2018.. الناس تعانى بشكل غير مسبوق يا سيادة الرئيس وبالطبع هذا لا يصل إليك من جوقة النفاق والتطبيل الإعلامي الكاذب، ولكنك تدركه بكل بساطة لأنك رجل مخابرات سابق..وأنت من اّمنت بتلك القوانين والإجراءات التقشفية والسياسات الأليمة التي مست أكثرية الشعب من الفقراء ومتوسطى الحال الذين انحدروا لحلقة الفقر المفزعة الفارغة من أي بصيص من أمل أو من ثمة تطلع لمستقبل أفضل.. فهل تتوقع أن يقوم هؤلاء بالتهليل لها والترحيب بالمزيد منها ودعمكم لفترة رئاسية أخرى!


مصر هي الشعب يا سيادة الرئيس
يخاطب الرئيس المصريين كثيرا وفى كل مرة يحدثهم عن مصر والحفاظ عليها والتضحية من أجلها..عظيم جدا ولكن..من هي مصر بالضبط؟، إن كانت مصر هي مجرد أرض مباركة وسهول ونهر وبحار وآثار فكل هذا بلا معنى وبلا قيمة فعلية إن كانت بلا شعب..وتكون المصيبة أعظم إن كانت كل خيرات تلك الأرض مخصصة ومقسمة على فئة قليلة تملك كل شىء.. نعم كل شىء، بينما أغلبية الشعب تعيش على الهامش وحتى الهامش ضاق بها وحرمت منه، فمصر إذن على هامش الهامش، يجب أن يعى رجال الرئيس ومن معه أن مصر هي الشعب، هي ملح الأرض من الفقراء الذين لا يجدون طريقة آدمية ومكرمة لقضاء يومهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية من غذاء ودواء ومسكن في بلد أصبحت تعاملهم كزبائن وليس كمواطنين، كسكان مغتربين وليس أصحاب أرض سالت دماء أجدادهم وآبائهم وأبنائهم عليها!

إذن الحديث العاطفى عن الوقوف بجانب مصر لا يصلح وفقد صلاحيته...والروح الوطنية ودغدغة المشاعر القومية لا تفيد مع الجوع والفقر الانتقائى والقوانين التمييزية والكيانات التي لا تمس من قريب أو بعيد حماية لاستقرارها الاجتماعى والاقتصادى وحماية لرفاهيتها المستفزة لغالبية الشعب..هل يكون ذلك هو الحال ويطمع سيادة الرئيس في طرح أسهمه لفترة رئاسية قادمة، بينما الفترة الحالية لم تجن فيها الأغلبية من جمهور الرئيس سوى حزمة من القرارات والقوانين التي أفقرتهم وانحدرت بهم لشفا حفرة من البؤس والكرب !

جمهور الرئيس
نعم ما زال الرئيس يتمتع بتأييد شديد وسط الطبقة المرفهة التي لم تذق معاناة من قبل، وجاء الرئيس ليحافظ عليها بل ورفع من شأنها وزادت امتيازاتها في عهده.. هؤلاء مخلصون جدا في تأييدهم للرئيس ومحبون له ولكل قراراته، لأنها لم ولن تمس حياتهم ومزاياهم العديدة.. وللأسف هؤلاء هم من يتم تضخيم صوتهم وتكبير صورتهم آلاف بل ملايين المرات أمام الرئيس، مما يشعره بوجود أغلبية كاسحة مؤيدة له وهذا غير حقيقى، خاصة في الفترة الأخيره.. إذن الصورة زائفة وغير حقيقية ولكنها للأسف مسيطرة ومهيمنة على عالم افتراضى يخشى الواقع ويحوم حوله من أطراف نائية ومظلمة!

شروط الرئيس وشروط الشعب
السيد الرئيس قال إنه سيترشح للرئاسة القادمة بشروطه، ومنها أن يختاره الشعب أولا ثم يترشح هو..كيف هذا يا سيادة الرئيس؟، ماذا عن شروط الشعب والعقد السياسي والاجتماعى بينك وبينه؟ العكس يجب أن يكون صحيحا لأن الظرف السياسي الذي نزل جزء من الشعب فيه ليدفعك للترشح انتهى وولى للأبد، فلمصر جيش يحميها في كل الظروف، وهناك منافسون ستدفع بهم اللحظة التاريخية ربما يكونون من نفس المؤسسة أو من خارجها..سبيقى فقط الفقر..نعم الفقر والمعاناة هي التي ستدفع الشعب لاختيار من يطرح برنامجا واقعيا عادلا يزيح عن الفقراء هموهم، ويعدهم بحياة أفضل وليس بمعاناة جديدة وتقشفا لا معنى له وسط رفاهية مفزعة ومسنفزة من الكبار.. سيدى الرئيس أعد ترتيب أوراقك واستعن برجال جدد يطرحون لك برنامجا مناقضا لما تم في العامين المنقضيين من رئاستك.. والأهم من ذلك أن تتراجع عن القرارات العصيبة الوشيكة النى تنتويها وقلت إنك لن تترد في اتخاذها والخاصة بالضرائب الجديدة وبحر الغلاء القادم الذي سيبتلع الفقراء و.. ربنا يستر
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية