مرة أخرى: الإخوان ينشطون!
كتبت بعد حادثة كمين مدينة السادات انبه واحذر بأن جماعة الإخوان أو بالأصح بقاياها عادت للنشاط مجددا بعد فترة كمون.. ولا أقصد بالطبع الإعلامي والدعائي، وهو ما لم يتوقف عنه الإخوان طوال الوقت منذ الثالث من يوليو ٢٠١٣، عقب الإطاحة بحكمهم الفاشي المستبد، وإنما أعني تحديدا نشاط ممارسة العنف.. وها هو لم تمض سوي أيام قليلة حتى قام الإخوان باعتداء على حراسة كنيسة سانت فاتيما في منطقة مصر الجديدة، وهذه المرة بسلاح غير ناري..إذن توقعاتي تتحقق بالفعل الآن، وهو ما يدعونى مجددا لإعادة التنبيه والتحذير مرة أخرى لكي نحبط هذا النشاط الجديد.
وحتى يتحقق ذلك لابد وأن ندرس أسباب هذا النشاط الجديد في هذا التوقيت الآن، حيث يواكبه أيضا زيادة الحراك السياسي داخليا وخارجيا لقطع الطريق على الرئيس عبدالفتاح السيسي للترشح لفترة رئاسة ثانية، وهو ما يجعلنا نستنتج أولا أنه ثمة تنسيقا بين الإخوان وتنظيمهم الدولي وبين قوي إقليمية ودولية في هذا النشاط الجديد..أي أن الإخوان لا ينشطون فقط مجددا بغرض الانتقام، وإنما في إطار مخطط يتجاوزهم ولا يقتصر عليهم فقط، كما يجعلنا نستنج ثانيا أن الإخوان لم يفقدوا الامل تماما-وهنا أقصد تنظيهم الدولي- في إمكانية استعادة حكم البلاد الذي فقدوه قبل أكثر من ثلاثة أعوام مضت.
لذلك يتعين أن تأتي المواجهة مع الإخوان وتنظيمهم الدولي انطلاقا من ذلك فنخن لا نواجه ذئابا منفردة تريد الانتقام، وإنما نواجه ذئابا منظمة تنفذ مخططا وليست أعمال عنف فردية فقط.
