عبد الرحمن الرافعي يكتب: عندما هتف «النحاس» بحياة إنجلترا

في كتابه "تاريخ مصر القومي" كتب المؤرخ عبد الرحمن الرافعي الملقب بجبرتي مصر الحديثة عن التاريخ الأسود في تاريخ مصر فيقول:

كان أكبر خطأ سياسي ارتكبه حزب الوفد هو عقد معاهدة سياسية بين مصر وبريطانيا وهى معاهدة 1936.

أن القاعدة العسكرية البريطانية في هذه المعاهدة أوسع نطاقًا بمقدار الضعف تقريبًا عما كانت عليه في مشروع سنة 1930، وبلغت مساحتها طبقًا لأحكام المعاهدة مليونين وربع مليون فدان، كما أنها خولت للإنجليز وضع ثلة من جنودهم في مدينتي بورسعيد والسويس، وفرضت المعاهدة على مصر إنشاء الطرق والسكك الحديدية المؤدية إلى منطقة قنال السويس وغيرها، وفرضت أبدية المحالفة، ولم يكن كل هذا واردًا في مشروع 1930، وقال النحاس عن معاهدة 1936 إنها وثيقة الشرف والاستقلال في حين أنه لاشرف فيها ولا استقلال.

واستطرد الرافعى يقول: لقد ساير النحاس الإنجليز وعاونهم بشكل لا يتفق مع الواجبات الوطنية فسمح لأنصاره بأن يهتفوا بحياة إنجلترا في فناء رئاسة مجلس الوزراء بمناسبة قدوم السفير البريطانى السير مايلز لامبسون لتهنئته بالوزارة، وهذا لم يحدث في عهد أي وزارة من قبل ولا من بعد، واقام له حفلة تكريم كبرى بسراى الزعفران، وما كان لرئيس وزراء مصر أن يقيم حفلة تكريم لممثل الدولة الاستعمارية الغاصبة واذا بمصطفى النحاس في خطبته يمجد معاهدة 36 التي أقرت الاحتلال البريطاني وأهدرت وحدة مصر والسودان ولعل النحاس بهذه الحفل أراد أن يرد الجميل لمن كان سببا في ولايته الحكم.