رئيس التحرير
عصام كامل

الأول من ديسمبر.. «الحلقة الثانية»

فيتو

روز 
هي الأجمل من حيث الشكل والمظهر.. والدها مصري ووالدتها أمريكية.. بعد انفصالهما قررت والدة روز السفر إلى أمريكا والعيش هناك، وتركتها تعيش مع والدها في مصر في سن العاشرة من عمرها، لذلك اتصفت بكل ما هو عربي رغم جمالها الغربي.. تذهب إلى أمريكا في الإجازات فقط لزيارة والدتها.


 ملامح "روز" وشخصيتها اكتسبتها بطلاقة من والدتها.. فملامحها غربية، إلى جانب تلك الملامح تتمتع بشخصية منفتحة جدًا، تعيش حياتها بمزاجها.. كل شيء في حياتها من رقص وغناء وشرب "وأحيانًا الرسم في وقت فراغها".. تخرجت "روز" من كلية الفنون الجميلة ولم تعمل بشهادتها، بل هي تمتلك موهبة الرسم لكنها لم تهتم يومًا بتلك الموهبة إلا في وقت الفراغ.. السجائر بالنسبة لها ضرورية مثل الهواء والماء.. علبة السجائر في حقيبتها "كعلبة لبان".. هذا بالإضافة إلى "الحشيش والبيرة".

 تعتبر روز هي "البيج بُوس" للشلة، ولكنها أكثرهم عصبية.. تتميز بالجمال والقوة والقلب الميت، يصفها أصدقاؤها بأنها عديمة الإحساس.. أما تجاربها في الحُب دائمًا فاشلة!

في تلك الأثناء.. كانت صديقتها "ميريهان" تجري اتصالا تليفونيا لـ"نادين" و"ماهينور"..

ميريهان: هنقابل روز فين بكرة؟ 
نادين: مانروحلها البيت أحسن، هي أساسًا كده كده هتيجي تعبانة ومش هتقدر تخرج في حتة.
ماهينور: أنا رأيي من رأي نادين.
ردت ميريهان بسخرية: مين دي اللي هتكون تعبانة؟ روز زي القطط بـسبع أرواح، بس ماشي، بكرة هكلمها الصبح أقولها إننا هنروحلها.

 ماهينور
 ماهينور أطلق أصدقاؤها عليها هذا الاسم اختصارًا لاسمها الطويل، الممل!.. هي أطيب قلب فيهم.. ومن ناحية الشكل فإنها جميلة جدًا.. طويلة بيضاء اللون، تتميز عيناها باللون البُني، شعرها أسود داكن وقصير، وجهها مبتسم تلقائيًا.. وهي ما يمكن أن يطلق عليها "أنثى" بمعنى الكلمة.

 تعمل "ماهينور" مذيعة في إذاعة «Laiali FM»، ولها برنامجها الخاص ومعجبون ومتابعون كثر.. حلمها التي كانت تحلم به من سنين تحقق! وإلى جانب عملها فإنها تهتم بالموضة والـ"Shopping"، وتهتم أيضًا بالتغيير المستمر، تعيش مع عائلتها الصغيرة: والدها "عبد الوهاب الجندي طبيب الأسنان المشهور" الذي يعطيها كامل حريتها ويثق بها ثقة عمياء، وأختها "مي" تسبقها بثلاث سنوات.

 و"مشيرة" السيدة البسيطة التي ربتها بعد وفاه والدتها.. توفيت والدتها وهى في الخامسة من عمرها، لم تكن تشعر بحنانها، لكن "الدادة مشيرة" هي التي قامت بالاهتمام بها.. "تعشق أصدقاءها" بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تعتبرهم عائلتها الثانية.

 ميريهان 
 "ميريهان".. يختلف جمالها عنهن.. سمراء اللون، تتميز عيناها بالأخضر الغامق، بالنسبة لهن قصيرة إلى حد ما.. شعرها طويل ناعم ولونه بني فاتح..

 شخصية ميريهان معدومة، بمعنى "ماشية مع اللى ماشي".. تتميز بخفة دمها، لا يوجد لديها أي هوايات بعد.. فقط تنصب اهتماماتها "بالشرب، بأصدقائها، بالضحك، وخالد حبيبها وصديق الشلة"، لا يوجد أي اهتمام من والديها، ولا أحد يسألها عن أي شيء يخصها، هي أكبر إخوتها، وبالمعنى الأصح "هي اللى مسيطرة في البيت"، تخرجت في كلية الإعلام، وتعمل صحفية في جريدة معروفة.

 نادين
 "نادين".. أقلهم ماديًا.. شكلًا ملامحها جميلة، لا تختلف عنهن، بيضاء اللون، طويلة، بنية العينين، شعرها بني فاتح، نادين هادئة بطبعها.. لكنها تشعر بالجنون مع صديقاتها.. تخرجت في كلية الصيدلة، وتعمل مع خالها في صيدليته، ذكية جدًا ولكنها أضعفهن.. توفي والدها منذ فترة قصيرة، تعيش مع والدتها، وأصبح أخوها المسئول عنها.. لم تكن على حريتها مثل صديقتها وهذا بسبب شدة أخوها معها.

 عند وصول "روز" إلى المطار.. ألقت نظرة في صالة الوصول فلم تجد والدها في استقبالها، على الرغم من تأكيده لها أنه سيكون في انتظارها..

 تأملت قائمة المشروبات لبرهة، ثم طلبت فنجالًا من القهوة للمرة الثانية، وجلست إلى الطاولة وأشعلت سيجارة.. ظلت جالسة نحو ثلاثين دقيقة من الملل، كانت تتمالك أعصابها في هذا اليوم، والسبب أن هناك بالطاولة المجاورة لها شاب أسمر اللون، جذاب لدرجة هائلة، كان ينظر لها بإعجاب، لكن رغم إعجابها به تجاهلته تمامًا.. حينما كانت تطفئ السيجارة في طفاية السجائر وتدفع حساب القهوة، سمعت صوت والدها خلفها يقول لها: روز، حمدله على السلامة يا حبيبتي.

 نهضت "روز" من مقعدها قائلة: كنت فين ده كله؟ بقالي نص ساعة قاعدة.

والدها: أنا آسف يا حبيتي، الطريق كان زحمة جدًا، كان فيه حادثة على الطريق.

 قالت وهى تعانقة عناقًا شديدًا: ولا يهمك، وحشتنى أوي.

قال وهو يسحب حقيبتها: "وانتي كمان وحشتيني، يلا تعالى نطلع برة".

 بعد خروجهما من المطار ووصولهما أمام السيارة، قالت روز بدهشة: إيه دا؟ إنت غيرت العربية؟.

 ابتسم والدها قائلًا: آه، إيه رأيك؟.

 تحفة.. إنت عارف اني بحب العربية دي أصلًا.

 عارف.. علشان كدا جيبتهالك، هدية رجوعك من السفر.

 زادت دهشتها قائلة: انت بتهزر؟

 والدها: حد يهزر في حاجة زي دي بردو؟ يلا تعالي انتي سوقي وجربيها.

 والد "روز" يعمل مهندسًا معماريا، روز ابنته الوحيدة، فلا يبخل عليها بشيء، يعلم أنها متقمصة كل شيء من والدتها حتى تفتح شخصيتها، ولكنه لا يمانعها ويعطيها كامل حريتها رغم خوفه وغيرته عليها..

 ثم دار الحديث بينهما وهما بداخل السيارة..

 والدها: ها بقى، قوليلي عملتي إيه هناك؟ وماما عاملة إيه؟ 

 قالت روز في ملل: عادي يعني، زي كل مرة بروح فيها قاعدة لوحديى.. فين وفين لما بيجيلي مزاج أخرج أسهر برة أو أعمل shopping، وطبعًا ماما مبشوفهاش غير ساعة واحدة في اليوم، طول النهار في الشغل وبترجع تنام، أنا مش عايزة أروح تاني يا بابا.. بجد ملل فوق ما تتخيل، عارف لو انت معايا أو صحابي معايا، كنت هاروح اقعد هناك لحد السنة الجاية.. بس أنا هناك فعلًا لوحدي.

- معلش يا حبيبتي، هتعملي إيه بس، واجب عليكي تروحي تشوفي مامتك كل فترة.
الجريدة الرسمية