رئيس التحرير
عصام كامل

أبو طقة يكتب: سوق الجنسية جبر

فيتو

في الأسبوع الماضى جاءتنى مكالمة هاتفية من صديق كويتى يدعى "إبراهيم الفخرانى" كبير عائلة الفخرانى التي تسكن على أطراف دولة الكويت.. وهذا الرجل استضافنى منذ سنوات في خيمته لمدة عشرة أيام، وكان هذا في عام 1992 عندما كنت في مهمة خاصة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقى.. حيث استعان بى الأمير الصباح في ذلك الوقت، لأنقذ عائلته من أطماع "صدام حسين" بأى ثمن بعد أن خشى على حكمه وفقد الثقة في الأمريكان أن يعيدوه له.


بالفعل توجهت في ذلك الوقت للكويت، وكنت أقوم بحماية العائلة المالكة حتى أنهت أمريكا وأعوانها من جيوش الدول العربية مهمة تحرير الكويت وغزو العراق، فعاد بعدها الصباح وعائلته إلى حكم الكويت، وشكرونى وقدرونى ماليا، وانتهت مهمتى معهم إلا أن الشيخ إبراهيم الفخرانى أصر على استضافتى أنا وباقى أعضاء درب الفشارين لمدة أسبوع، وأكرمنا أشد الكرم بذبائحه اليومية اللذيذة.

في ذلك الوقت كان الشيخ إبراهيم وأبناء عائلته فرحين باستضافتي للأمير الصباح في ديارهم بأطراف الكويت، وكانوا يظنون أن الصباح سوف يحقق لهم أمنيتهم عقب تحرير الكويت.. لكن الصباح نسى ما وعدهم به بمجرد عودته للحكم، بحجة أنه عرض الأمر على البرلمان الكويتى لكن البرلمان رفض.. وهذه الأمنية كانت حصول عائلة الشيخ إبراهيم على الجنسية الكويتية.. وكنت أنا في هذا الوقت لا أعرف أن هناك بعض المواطنين في الكويت ودول الخليج لم يحصلوا على الجنسية رغم أنهم مواليد تلك الدول.

ولما سألت بعض المسئولين الكوايتة قالوا لى إن هؤلاء يعتبرون مواطنين درجة تالتة ولا يصح أن يحصلوا على نفس جنسيتنا.. فنحن لا نعلم ماهى أصولهم لذا هم يحملون لقب "بدون" أي بدون جنسية.

المهم أننى عدت للقاهرة، وتركت الشيخ إبراهيم وعائلته وأمثاله من البدون، يطالبون بحقهم في الجنسية الكويتية، دون أن أعرف ما توصلوا إليه ونسيت الأمر برمته.
حتى جاءتنى هذه المكالمة التي قال لى فيها الشيخ إبراهيم: إحنا محتاجينك ياعمنا ومشكلتنا الأزلية أصبح حلها بين يديك
قلت: خيرا ياعم إبراهيم أؤمرنى
قال: عندما تأتى إلى هنا ستعرف كل شيء.. اذهب غدا للمطار وستجد التأشيرة وتذكرة السفر في انتظارك.

في اليوم الثاني كنت في الكويت، حيث فوجئت بالشيخ إبراهيم في انتظاري ومعه ممثلون لقبائل البدون من جميع دول الخليج، وقال لى: طبعا انت عارف ياعمنا أن هناك نائبا في برلمانكم يطالب ببيع الجنسية المصرية للأشقاء العرب مقابل مبالغ مالية ضخمة تساهم في رفع اقتصاد مصر.
قلت: دا حصل فعلا لكنه لاقى معارضة من داخل البرلمان وخارجه.
قال: كل شيء ممكن يتصلح بمساعدتك ياعمنا وكل طلباتك مجابة، فنحن ليس لنا جنسيات في بلادنا، ونريد منك دعم الفكرة بعلاقاتك مع السلطات المصرية.

وهنا وقفت مستأذنا في الانصراف وقلت لهم: خلاص سوق الجنسية جبر.. وأنا خلاص عرفت من وراء الفكرة وسأحاسب ذلك النائب عندما أعود للقاهرة.
الجريدة الرسمية