رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أطفال سوق الجمال بـ«برقاش».. قلوب صغيرة وأحلام كبيرة

فيتو

يتخذون من الكفاح عنوانًا، ومن الصبر وسيلة؛ لحب العمل والإقبال على الحياة..غايتهم مساندة آبائهم وتعلم مهنة هي مصدر رزقهم الوحيد.. إنهم أطفال سوق الجمال بـ«برقاش»، الذين يروون لـ «فيتو»، تفاصيل عشقهم لهذه المهنة في السطور التالية.


الحلم الكبير
عامان مرا على «حسن»، صاحب الـ 13 عامًا، في أروقة سوق "برقاش" يتعلم من هذا التاجر وذاك، يخرج يوم الجمعة والأحد من كل أسبوع في الصباح الباكر، متجولًا في مختلف نواحي السوق، ووسيلته عصا اعتادت يداه احتضانها، ليروض بها الجمال التي يسعى خلفها في كافة أرجاء السوق بحثُا عن رزقه.

تاجر جمال
«حسن»، يحرص على التجول في كل أنحاء سوق برقاش، وحلمه أن يصبح مثل أبيه "تاجر جمال كبير"، وفي هذا السياق يؤكد: "أنا شغال في تجارة الجمال بسوق برقاش من سنتين.. أبى علمنى المهنة دي، وهى صحيح مهنة شاقة وبتأثر على دراستي بس أنا بحلم أن أكون تاجر جمال كبير".

مصدر رزقنا
ملامح برئية أخرى، تراها في سوق برقاش، حين تنظر إلى ذلك الطفل الذي يتكيء على عصاه ومن حوله قطيع الجمال الذي أُوكل إليه مهمة حراسته، إنه "محمد"، صاحب الـ 14 عامًا، والذي يعشق هذه المهنة ويعبر عن هذا العشق بقوله: " أنا بحب تجارة الجمال، عشان هي مصدر رزقنا الوحيد، وكمان دي مهنة أبويا وجدي".

"محمد"، يروى ذكريات أول مرة تعامل فيها مع الجمال، بقوله: "أول ما جيت أتعامل معاهم كنت بخاف منهم، وأبويا راح وقفني قدامهم ومسكني الحبل وقالي: متخافش، فرحت مشيت شوية وأنا ماسك الحبل، قام الجمل رفع رجله وخبطني ومن وقتها وأنا مبقتش أخاف منهم".

الدنيا أكبر مدرسة
في سوق برقاش أيضًا، ترى "يس" صاحب الـ 10 أعوام، جالسًا بجلبابه الممزق بجوار عدد من الجمال، وجهه يشع براءة والابتسامة الصافية لا تفارق وجنتيه، وبالرغم من أنه ترك تعليمه وهو في الصف الثاني الابتدائي إلا أنه يرى أن «الدنيا أكبر مدرسة».

"يس"، لم يترك تعليمه لعدم رغبته في التعلم ولكن هناك أسباب أخرى يسردها في قوله: «كان لازم أقف إلى جوار أبى، بعد ما العمال اللي كانوا شغالين معاه سابوه.. في الأول ما كنش ينفع أروح المدرسة وأسيب أبويا لوحده.. بس دلوقتي الأمور أحسن، وده خلاني أرجع للدراسة تاني.. أنا كان من المفترض إني أكون في الصف الرابع الابتدائي، بس اتأخرت سنتين، ودلوقتي بروح السوق أيام أجازتي فقط، وبتعلم من أبويا إزاي أتعامل مع الجمال وكأنها بشر».

أنواع الجمال
أما "نادر"، صاحب الـ 12 عامًا، فهو أكثر أطفال برقاش، دراية بأنواع الجمال، التي يصفها بقوله: "أنا بقالي 3 سنين شغال في تجارة الجمال، عشان دي شغلتنا ومصدر رزقنا الوحيد، في الأول كنت بخاف منهم، بس دلوقتي خلاص تأقلمت عليهم وهما كمان خدوا عليا.. أبويا علمني إزاي أعرف أنواع الجمال، ودلوقتي بقيت أعرف أفرق بين الجمال السوداني والبلدي".
الجريدة الرسمية