رئيس التحرير
عصام كامل

«وهاتك يا أڤورة»


"بجد بجد فعلًا" "أصلًا جامد جدًا"..أي حد يبدأ معاك حوار بأي جملة من اللي حضرتك قرأتهم دول، اعرف إن كل اللي جاي بعد كده هري، أه والله اشتري مني..وعلي رأي اللي قال اسأل مجرب ولا تسأل طبيب!


للأسف الشعب دلوقتي اتأثر بمرض لعين، وبيكبر في حياتنا كل يوم ومالوش نهاية.. وهو مرض "الأڤورة ".. بقينا نهول في كل حاجة بتحصل في حياتنا أكتر ما بنصلي ونصوم.

يطلع الخبر من هنا مكتوب بكلمتين، يوصل لحضرتك عشر كلمات، يطلع المذيع يحلله بالليل في التليفزيون بميت كلمة، وهاتك يا أڤورة.!!

يسافر الشاب من دول وتلاقي تكاثر حاد في معدلات الأڤورة من هنا، العضلة اللي هي، والتاتو اللي مش مفهوم مع نضارة شمس وبصة لبعيد، وصورة على انستجرام مكتوب عليها، "مُنتهي راحة البال".. قال يعني هو قبل كده كان في مصحة نفسية ودلوقتي موده اتغير.

أه صحيح بمناسبة المود بقي.. إحنا الحمدلله الحاجة الوحيدة اللي فالحين فيها شباب وبنات وكبار وصُغيرين وكل الشعب هي الاكتئاب، تخيل انت شعب بيلاقي نفسه في دمعته، يزعل يعيط، يضحك برضه يعيط.!!

تحس إن الناس بقت تشحت المشاعر، وعايشة بس علشان تستعطف اللي قدامها، يمكن تطلع منه بأي إحساس، تلاقي الواحد من دول ربنا كرمه آخر كرم، بس برضه متضايق، أهو علشان يمشي مع الموضة وخلاص، وتلاقيه دايمًا بيعلي من مبدأ "ها ياجماعة شفتوني وأنا بتقطع من جوايا ونسيت طعم الفرحة؟"

حتى الفرح، الفرح اللي هو إحساس المفروض يعني إنه بسيط بس ومالوش أي أغراض تانية، برضه بقينا أوڤر فيه، وأوڤر اوي كمان.. أنا إزاي مبسوط كده، أنا هطييييييير من الفرحة، بجد هيجرالي حاجة في معدتي من كتر الانبساط ياجماعة، ويفضل يتكلم عن فرحته لحد مانتضايق إحنا.!

كل ده بالنسبة لي عادي، أهو شباب وبيدلع.. لكن في ظاهرة أڤورة بقي طالع لنا في المقدر جديد..وهي جُمل من نوعية "إيه يابن دين الحب".."إيه بس يا حب عُمري مالك"..لأ هو مش حب عُمرك اللي ماله..هو مالك إنتي بجد..لأ بجد..مالك ؟؟

طبيعي تتخنق من كل ده ، وطبيعي برضه تقرر تنزل الشارع تشم شوية هوا، فربنا يكرمك وتتوه، فزي أي واحد عادي هتسأل حد علشان يدلك.. تلاقي بقي أوڤر دوس فتي ومعرفة.."بص يا صاحبي.. صلّي على النبي.. زيد النبي صلاة.. انت عدم لامؤاخذة هتمشي طوالي..أول يمين لأ..تاني يمين برضه لأ.. تالت يمين في أول شمال هتلاقي بواب هناك..أسأله بقي وهو إنشاء الله هيدلك على طول".!!

على فكرة كل الكلام اللي مكتوب فوق ده ممكن يكون نصه مش بيحصل، بس أنا اللي أوڤر، والسبب إني مش عارف أخليني في حالي، ومهتم بالناس، وهو ده أساس الأڤورة.!

بالمناسبة أمثلة الأڤورة مبتخلصش وعايزة ألفين مقال علشان يتحكي عنها، شُفت حتى أنا بقيت أوڤر، كان ممكن أقول مذة مقال وخلاص، الفكرة إننا نسينا حقيقتنا ونسينا أهدافنا، ومن كتر ماإحنا بقينا فقرا في المشاعر اللي بجد، بقينا بنجري ورا أي سراب ونعمل منه حكايات وخلاص.!

للأسف إحنا اللي عملنا كده في نفسنا، بس لسة قدامنا الطريق والفرصة إننا نرجع تاني لأيام البساطة.. وراحة البال اللي بجد.. وده مش هيجي إلا لما نتصارح مع نفسنا ونعرف إمكانيتنا ونقدر جدًا كل اللي في إيدينا.. ونرضي بحالنا.. نرضي بجد مش أي كلام.
الجريدة الرسمية