رئيس التحرير
عصام كامل

جاوز المدافعون عن الرئيس المدى


كشفت صحيفة "لاتريبيون" الفرنسية عن شراء مصر أربع طائرات فاخرة من طراز "فالكون 7 أكس" لنقل المسئولين، الصحيفة الباريسية العريقة نقلت لنا في وقت سابق من العام الماضي تفاصيل صفقة "الرافال" التي تكتم عليها النظام خوفًا من "أهل الشر".


حينها خرج المدافعــون عن الرئيس ليتناقلوا الخبر بحفاوة بالغة، ونظموا بيوت الشعر في حق المطبوعة، وتناقلوا الخبر بحفاوة مفرطة.. اليوم عندما سبب الخبر حساسية لمؤسسة الرئاسة لتزامنه مع دعوات التقشف التي أطلقتها الحكومة تبدل حال المدافعين ونصبوا أعواد المشانق لوسائل الإعلام الخاصة، التي نقلت الخبر متهمين إياها بالتورط في حرب كونية على السلطة.

المفارقة في الأمر، أنه في الوقت الذي شن فيه جنود الصف الأمامى في كتيبة الدفاع الإعلامي عن الرئيس هجوما ضاريا على الصحيفة الفرنسية التي نسبت انفرادها إلى شركة "داسو" الفرنسية الطرف البائع في صفقة الطائرات الفاخرة، طالبوا الشعب بالثقة وتصديق تصريحات مصدر مجهول.

المدافعون أيضًا تجاوزوا المدى، وشنوا هجومًا حادًا على البسطاء الذين طالهم الغضب من صفقة الترفيه التي ترقى لدرجة إهدار المال العام، لتزامنها مع الصورة الضبابية للحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وتفشي الغلاء واختفاء الدواء قبل الغذاء،  وباتوا يبحثون عن "موت رحيم" وتحملت جيوبهم نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة لحكومة مرتبكة.

اللافت أيضًا في نفي المصدر المجهول الذي اصطف خلفه كتيبة المدافعين لجلد وسلخ الغاضبين، لم يحسم الجدل حول حقيقة الصفقة بل اكتفى بتبرئة الرئاسة منها، الأمـر الذي يؤكد أنها قائمة بالفعل، والخلاف فقط على جهة الشراء سواء كان أحد وزراء شريف إسماعيل أو أي جهة أخرى بالدولة.

السؤال الملح هنا.. والذي أعتقد أن كتيبة المدافعين سوف تعجز عن إجابته، هو لماذا لم تخرج رئاسة الوزراء لنفى الخبر بشكل رسمى، أو تصدر الخارجية بيانًا يكذب الصحيفة ويطالبها بالتوضيح؟!

وأيضًا ماذا سيكون موقف هؤلاء المدافعين غدًا، عندما تعلن شركة "داسو" الفرنسية موعد استلام القاهرة الطائرات الأربع، وترصده وسائل الإعلام بالصوت والصورة؟! أعتقد وقتها أنهم سوف يشيدون بحكمة الدولة في اقتناص صفقة مهمة بهذا الحجم بالرغم من الظروف الاقتصادية، ويدعون الشعب للخروج إلى ميدان التحرير للاحتفال بقدوم "فالكون" في الطريق.
الجريدة الرسمية