رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. قرى إهناسيا تغرق فى مياه صرف "الخريجين".. الأهالى: المصرف دمر 50 ألف فدان من أجود الأراضى الزراعية ومياهه اقتحمت حرمة موتانا.. "الرى": "التنمية الزراعية" السبب و2 مليون جنيه تحل الأزمة

فيتو

رصدت "فيتو" المعاناة التى يعيشها أحياء وأموات قرى مركز إهناسيا ببنى سويف، فعندما يرتفع منسوب مياه مصرف أو ما يعرف بـ"تصافى الخريجين" تطفو المياه وتخرج على جانبى المصرف بسبب انسداده الدائم وعدم وجود بداية ونهاية له بسبب تصميمه العشوائى من قبل هيئة التعمير والتنمية الزراعية ليتسبب المصرف فى غرق 50 فدانًا من أراضى قرى (ميانة، الطيور، حسين يكن) والتى تعد من أجود الأراضى الزراعية، كما تسبب فيضان المصرف فى انهيار العديد من جدران المنازل من شدة تيار الفيضان ولم ترحم مياهه من تدمير المقابر حيث اقتحمت حرمة الموتى وطفت بالجثث على سطح الأرض.

قال محمد سيد محمد فلاح من قرية الطيور: استيقظنا على مأساة بعد أن أغرقت مياه المصرف ما يقارب من 50  فدانًا من أجود الأراضى الزراعية التى رويت بـ"عرق" شبابنا الخريجين، وأنهارت منازل القرية من فيضان مصرف "التصافى"، واكتملت المأساة عندما توجهنا إلى المقابر ووجدنا المياه أغرقت أكثر من750 مقبرة وطفت جثث أمواتنا، وأغرقت أكثر من 7 قرى أخرى (منشأة الحج، منشأة عبد الصمد، عزبة ذكى فاضل، عزبة عبد العال، عزبة سعيد يكن، والبهسمون، عزبة على خليفة)، وبعث محمد برسالة للمسئولين نحن لا نطلب مساعدتنا وإنقاذنا لنسترح لأن هذا قدر جميع المصريين ولكننا نسألهم الرأفة "بحُرمة" الموتى.
وأضاف "هانى محمد على" أحد شباب قرية "منشأة الحج": هذه المأساة نعيشها منذ أكثر من عام وناشدنا جميع المسئولين من أجل إنقاذ "أموات" أكثر من 8 قرى تدفن موتاها بهذه المقابر ولكن كعادتنا نحن "المصريين" لا نتحرك إلا بعد أن تتحول "المشكلة" إلى "مصيبة" يعجز الجميع عن تجاوزها.
وقال فرج رمضان سائق من قرية "ذكى فاضل": ليست المرة الأولى التى يفيض فيها المصرف، وقد فكرنا فى نقل الجثامين إلى منطقة مجاورة لكن إدارة أملاك الدولة اعترضت، وليس أمامنا إلا ردم المصرف الزراعى، حفاظا على أراضينا الزراعية.
من جانبه أكد رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إهناسيا أنه تلقى أكثر من شكوى من أهالى القرى، وخاطب وكيل وزارة الرى الذى أكد له أن هذا المصرف لا يتبع "وزارة الرى" ولكن تم تنفيذه بمعرفة هيئة التعمير والتنمية الزراعية.
وأضاف رئيس المدينة: طلبنا من وكيل وزارة الرى تعزيز معداتنا بـ"حفار" يساعدنا على "تسليك" المصرف حتى نمنع احتجاز المياه، ولكن "مسئول الرى" طلب 13 ألف جنيه "أُجرة" الحفار، ومع كل هذه المعاناة قمت بتكليف نائب رئيس المدينة "محمد حبيشى" بالإشراف على عملية "شفط" المياه وإعادة تمهيد مدخل القرية الذى أغرقته مياه المصرف، ولكن كل هذه حلول "مؤقتة" فالمصرف فى حاجة لعمل "وصلة" جديدة بتكلفة تتعدى 2 مليون جنيه.
من ناحيته أكد المهندس "أحمد شعبان" وكيل وزارة "الرى" ببنى سويف أن هذا "المصرف" لايتبع الوزارة، ولكنه تم تنفيذه بمعرفة "هيئة التعمير والتنمية الزراعية" وله إدارة خاصة فى هذه المنطقة تقوم على متابعته وصيانته أولا بأول، ولكن "المصرف" يوجد به بعض العيوب الفنية أهمها أن المصرف طوله 3.5 كيلو متر تقريبا، ومنطقة "انهيارية" تقترب من الكيلو، وهذه المنطقة تنهار تلقائيا بسبب طبيعتها، فضلًا عن قيام بعض الأهالى بالتعدى على جسور المصرف والزراعة فوقها مما يؤدى أيضا لانهيار جسور المصرف وانسداده وتجمع المياه فى جانب واحد فيحدث الفيضان.
وقال شعبان إن مديرية الرى اتفقت مع مسئولى الوحدة المحلية بإهناسيا على إمدادهم بـ"حفار" لتسليك المصرف، ولكن ليس هذا حلا "جذريا" لهذه المشكلة، وقد تقدم "معهد بحوث الصرف" التابع لوزارة الزراعة بعمل أبحاث ودراسات لمعالجة المشكلة بتكلفة تتعدى 2 مليون جنيه، وعن مبلغ الـ13 ألف جنيه أكد "شعبان" أن هذه هى قوانين الوزارة ولوائحها المنظمة التى تنص على أن تتحمل الوحدة المحلية التكلفة التى حددتها اللائحة، نظرًا لعدم تبعية هذا المصرف لوزارة الرى.

الجريدة الرسمية