رئيس التحرير
عصام كامل

عظم الله أجرنا


عظم الله أجرنا جميعًا في الدكتور أحمد زويل الذي شيعنا جثمانه لمثواه قبـــل الأخير، ولا شك فهو خسارة كبيرة للوطن وللأمة.. نسأل الله تعالى أن يعوضنا عن فقدانه خيرًا..


عظم الله أجرنا في أخلاق واريناها الثرى مع جثمانه.. في روح للشماتة أبداها بعضنا.. في سعي للنيل من رجل أفضى إلى ما قدم، وأصبح بين يد خالقه، ونسينا أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وقف لجنازة اليهودي وعندما سئل عن ذلك أجاب "أليست نفسنا"، وصدق القائل: "وإذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا".

عظم الله أجرنا في إنسانية قتلناها، وقيما ضيعناها، ونارًا للكراهية والحقد أشعلناها، ودعوات للتسامح وأدناها، ومشاعل للمحبة والإخاء أطفأناها.

عظم الله أجرنا في عقل معطل، ومنطق مغلوط، وفكر معوج، وفساد انتشر، وأنظمة متخلفة، ومسئولين معوقِين.. ثم يتساءلون ماذا فعل وماذا قدم لوطنه وما دوره حتى يحظى بهذا الاهتمام؟

هناك مثل شعبي يقول "وإيه تعمل الماشطة (..)"، يتساءلون عن دوره في تطوير منظومة البحث العلمي والتعليم في مصر.. وأقول وما هي السلطات التي كانت ممنوحة له حتى نطالبه أو نحاسبه عن دوره في التطوير والتحديث.. الرجل التقى جميع المسئولين منذ مبارك وحتى السيسي ومرورًا بالمجلس العسكري ومرسي ومنصور، وبجميع المسئولين التنفيذيين للمؤسسات البحثية، ليخرج عقب كل لقاء يبدى تفاؤله من خلال الوعود التي تلقاها بعد تأكيدات أن المرحلة مختلفة عن سابقتها، وما أن يغادر المكان إذا بالوعود تتبخر وتتحول إلى سراب يحسبه الظمآن ماءً.

يقولون وماذا استفادت مصر من اكتشافاته وأبحاثه التي قدمها للولايات المتحدة التي أكلته لحمًا ولفظته عظمًا.. وأقول ومنذ متى ومصر تستفيد من علمائها النابهين وأبنائها الجادين.. اسألوا المسئولين بمراكز الأبحاث والجامعات عن آلاف إن لم يكن ملايين الأبحاث والدراسات.. اسألوا مراكز براءات الاختراع عن آلاف الأفكار والاختراعات ماذا فُعل بها؟ وماذا فعلت الدولة للاستفادة منها؟

يقولون إنه استولى على جامعة النيل ليقيم عليها مشروعه العلمي، وأقول وهل ذهب الرجل مصطحبًا البلطجية للاستيلاء عليها، ألم يصدر قرار عن الحكومة بتخصيصها لمدينة زويل.. ألم يسلمها عندما صدر حكم قضائي بذلك.

يقارنونه بالدكتور مجدي يعقوب، وكلاهما عظيم ووطني بامتياز وإذا كان الدكتور يعقوب قد أقام صرحًا طبيًا في أسوان، فإن زويل جمع 300 مليون جنيه لمدينته العلمية حسبما أكد الرئيس السيسي مؤخرًا.. ويكفي أنه قدم النموذج والقدوة لكثير من الشباب واسألوا من أحب العلوم وتفوق فيها اقتداءً بالرجل وإنجازاته.. فماذا قدم كل منا غير الكلام؟!  شيء من الحكمة والعقل يا سادة.. وعظم الله أجركم.
الجريدة الرسمية