رئيس التحرير
عصام كامل

حسين كامل بهاء الدين


«أصبح الامتلاك والتحكم في الأفكار أهم بكثير من التحكم في المكان أو في الملكية المادية بأنواعها»

هذه واحدة من السمات الجديدة لعالمنا اليوم، في ظل العولمة التي وضع يده عليها د. حسين كامل بهاء الدين أمين منظمة الشباب في الستينيات, التي قدمت لمصر على مدى عدة عقود قادة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والاجتماعية، وأيضا الإدارية، وتولي المسئولية الوزارية للتعليم لفترة طالت لنحو ١٤ عاما، وفقدناه أخيرا بالوفاة بعد صراع مع المرض.


لقد سجل المرحوم د. حسين هذه الكلمات في أحدث كتبه الذي صدر عن دار نهضة مصر في عام ٢٠١٤ بعنوان مثير هو "رسالة من الزمن القادم"، لأنه حاول رسم ملامح هذا الزمن القادم وسماته وبحث تأثيره علينا، وكيف ننهض بأمتنا في ظل هذا الزمن القادم، من خلال التعليم والاهتمام بالطفولة، وهو كتاب لا يكتفي بطرح الأفكار التي تحرك العقل، وإنما أيضا يقدم هذه الأفكار مقرونة بمعلومات مهمة غزيرة تكشف إلى أي مدى كان هذا الرجل الذي كان طبيبا بارعا للأطفال، مثقفا حقيقيا حريصا طوال الوقت على متابعة ما يحدث من تطورات في عالمنا.

ولذلك عندما تولي مسئولية وزارة التربية والتعليم اهتم بالتصدي لذلك الاختراق المنظم والممنهج الذي كانت تقوم به الجماعات المتطرفة، وعلي راسها الإخوان للمدارس والمنشآت التعليمية، في إطار خطتهم لتقويض كيان الدولة الوطنية، خاصة وأنه كما قال في كتابه كان يدرك أن الأمريكان والغرب كله قرر أن يخصص 40 في المائة  من مساعداته الخارجية لمنظمات المجنمع المدني أو بالتحديد لبعضها لتسهم هي الاخري مع جماعات التطرف الديني في الإجهاز على كيان دولتنا الوطنية.

رحم الله د. حسين كامل الذي عرفته مبكرا، وهو أمين للشباب وأنا عضو في منظمة الشباب، ودامت علاقاتنا حتى بعد أن ترك مسئولة وزارة التعليم.. وطوال هذا الوقت ظل مهموما بوطنه ومستقبله وعوضنا فيه خيرا.
الجريدة الرسمية