رئيس التحرير
عصام كامل

الحاج خيرى: أنا وأسرتى «نواجه الضياع»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مأساة حقيقية يعيشها فلاحو قنا وأسرهم، بعدما قيدتهم ديون بنك التنمية والائتمان الزراعى الذي تحول من خدمة الفلاح إلى مقصلة تهدد حياته هو وأسرته، إذ تراكمت فوائد القروض، فاخترع البنك نظام تدوير الديون ليتم تكبيل أسر بأكملها بقيود القروض والفوائد الباهظة، وأصبحت أسر بأكملها مهددة بدخول السجون لتعثرها في سداد الديون.


وفى هذا السياق روى خيرى العبد سالم فراج “مزارع”، مأساته مع ديون بنك التنمية والائتمان الزراعى التي بدأت بمبلغ 6 آلاف جنيه، لتربية الدواجن والمواشي، وفوجئت بأن الدين زاد إلى 15 ألف جنيه بسبب تراكم الديون ثم زاد إلى 20 ألفا.

وأضاف: بعدها ارتفع في العام التالى ليصل إلى 30 ألفا، ولما حاولنا معرفة لماذ زاد الدين، لم يرد علينا أحد، وبعدها حاولنا التوصل لحل تلك الأزمة، وطالبونى بأن أحضر شخصًا يضمننى ولديه حيازة بها 3 أفدنة أو 4 أفدنة، ورفض أي شخص أن يضمنني، وهو ما عجزت عن سداده، بعدها اضطررت إلى تدوير المبلغ على زوجتى ثم أبنائي، خوفًا من قيام البنك بإقامة دعاوى قضائية ضدى تنتهى بحبسى، وطالبنا بجدولة المديونية وتقسيطها على 10 سنوات.

وتابع: كل هذه الأمور لا فائدة منها حيث إن البنك يأتى في العام التالى ويطالبنا بسداد المبلغ كاملًا، وكنت أود تسديد المبلغ على مراحل، ولكنهم كانوا يرفضون ويقولون إما سداد المبلغ أو شخص آخر يضمنك، واضطررت وقتها إلى إحضار نجلى الأول والثانى من أجل ضمان عدم حبسي.

وأشار إلى أنه فوجئ بعد ذلك بتعنت البنك في إيجاد طرق لسداد الديون بطريقة آمنة تضمن عدم حبسنا، حتى لا تتشرد آلاف الأسر، مؤكدًا أنه اتجه إلى بنك التنمية عند زراعته لمحصول القصب، بعدما قلت إنتاجية الأرض وتعرض المحصول للتلف والحشرات، فقام باقتراض المبلغ من أجل تحسين جودة المحصول والأرض.

وأكمل: «المشكلة ليست خاصة بى أو بمركز نقادة فحسب، بل يعانى منها جميع المزارعين المتعاملين مع بنوك التنمية، الفوائد تراكمت على أصل الدين حتى وصلت لأضعاف الدين مرتين وثلاثة، وأصبحت مهددا بالحبس أنا وزوجتى وأبنائى الثلاثة، موضحا: أحدهم طالب بكلية حقوق والآخر دبلوم تجارة والآخر دبلوم صناعي، ولا يوجد بينهم موظف أو له مصدر دخل مستقل».

وأكد أن الفوائد تصل إلى 25%، وهذه النسبة كبيرة جدًا بالنسبة للمزارع الذي ينتظر المحصول سنويًا لسداد الدين، ويفاجأ بمأساة في المحصول كما حدث معنا في العام الماضى بمحصول القصب، كما أن المحاصيل مثل القصب تكلفتها أعلى من الثمار التي يجنيها المزراع منها، وهناك شروط مجحفة يضعها البنك للجدولة، والتي تلزم العميل بالتنازل عن ممتلكاته، أو الحبس، والبنك يرفض التفاهم مع المزراع، ويركز فقط في التعنت مع المزراع، وتسأل ما الاستفادة التي ستعود على البنك عقب سجنى وسجن أسرتي؟! سوف يضيع المال والأرض وتدمر أسرة كاملة من أجل تعنت غير مبرر.

وطالب خيرى بإسقاط أو جدولة الديون، وتوصيل الشكوى إلى المسئولين لحل تلك الأزمة التي باتت تهدد آلاف الأسر بمختلف مراكز المحافظة.
الجريدة الرسمية