القليوبية تحول نهر النيل إلى كتل خرسانية «تقرير»
تمثل التعديات على نهر النيل انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف، ففي الوقت الذي تحارب فيه الدولة على نقطه مياه من أجل البقاء، يتعدى بعض المنتفعين على نهر النيل، ببنها والقناطر الخيرية، حتى تحول نهر النيل بالمحافظة إلى كتل خرسانية ومبانٍ شاهقة الارتفاع.
وقد بدأت التعديات في التزايد منذ ثورة يناير، حيث استغل رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية أيضا حالة عدم الاستقرار الأمني في التعدي على النيل، وأقامت 9 نوادٍ تابعة لمؤسسات حكومية ونقابات مهنية، قامت بالاستيلاء على 19 ألف كيلومتر مربع دون ترخيص.
وقد سجل آخر تقرير صادر عن مديرية الري بالقليوبية وجود 5960 حالة تعدٍّ على النيل منذ يوليو 2015 م وحتى 30 من يونيو الماضي.
بيزنس النيل
ويوضح محمد سيد، أحد سكان مدينة بنها، أن جميع النقابات من معلمين ومحامين وغيرها اتجهت لإقامة نواديها بالمخالفة على نهر النيل بها صالات للأفراح وكافيتريا تدر شهريا آلاف الجنيهات للنوادي، حتى الري نفسه له نادٍ على النيل يعتبر أغلى النوادي سعرا، بالإضافة إلى اتجاه تلك النوادي لاستغلال وجودها غير القانوني وإقامة مزيد من التعديات آخرها ما تم إزالته لأحد أعضاء مجلس النواب بالمحافظة في نادي التجديف ببنها.
الإزالة صورية
ويكمل عادل سري، أحد سكان مدينة القناطر الخيرية، أن كورنيش النيل بالقناطر، أصبح مباحا لكل المواطنين لإقامة الأكشاك والكافيتريات على النيل في تحدٍّ صارخ وواضح للقوانيين، مشيرا إلى أن عمليات الإزالة عندما تأتي لا تقضي على التعدي بالكامل وإنما تزيل جزءا منه فيتجه صاحب المخالفة إلى إعادة بنائه بسهولة مرة أخرى.
ويطالب سري بمزيد من الإزالات الصارمة وغرامات كبيرة وفورية لكل المتعدين على نهر النيل، لحمايته من الاستغلال والتعدي بدون وجه حق، بالإضافة إلى ضرورة تغريم ومعاقبة بعض المتعدين بطريقة أخرى، وهم من يلقون القمامة والمخلفات على كورنيش النيل وأحيانا في داخلها، معتبرا إياها جريمة لا تقل عن التعدي.
مستمرون في الإزالة
ويشير المهندس رضا مهدي، وكيل وزارة الري بالقليوبية، إلى أن المديرية تقوم بحملات مستمرة ويومية لإزالة التعديات على النيل والتي تبلغ 3804 حالات تعد منها تعديات مقامة بالخرسانة وكافيتريات ومبانٍ كاملة على نهر النيل بالقناطر وبنها، مشيرا إلى أن المديرية لن تتوقف عن الإزالات إلا أن يتم التخلص من التعديات على نهر النيل نهائيا.
