رئيس التحرير
عصام كامل

أنتم أيضا تسيئون للإسلام!


«الهند والصين لديهم أكثر من ١٥٠ رب و٨٠٠ عقيدة مختلفة، ويعيشون بسلام مع بعض.. بينما المسلمون لديهم رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد، لكن شوارعهم تلونت بالأحمر من دمائهم.. القاتل يصرخ الله أكبر والمقتول يصرخ الله أكبر»!!


هذا ما قالته المستشارة الألمانية ميركل في القمة الحكومية بدبي، وهي تتعجب من حال المسلمين الآن.. وكلامهم يؤكد أن جهودنا لتصحيح الخطاب الديني لم يحقق ما نرجوه ونأمله حتى الآن، سواء في الداخل أو الخارج.

فإن زعيمة أكبر بلد أوروبي تبدي في كلامها عدم فهم لظاهرة التطرف الديني أو العنف الذي نعاني منه، واتسع ليطال الدول الأوروبية أيضا.. وهذا يشي بأن معاناة الأوروبيين من هذا العنف الذي تصدر لهم بعد أن اكتوينا منه سوف يدفع ثمنه عموم المسلمين الموجودين، والذين يعيشون داخل أوروبا.. فالسيدة ميركل لا تضغط على اليمين المتطرف بل هي على العكس اتخذت موقفا متساهلا، وليس متزمتا أو رافضا للهجرة العربية إليها خاصة من سوريا، ومع ذلك تبدو متعجبة من حالنا وقتالنا والعنف الذي أغرقنا أنفسنا فيه.

ولو كنا نخطو خطوات جادة في مواجهة التطرف الديني في بلادنا لما قالت المستشارة الألمانية ما قالته، لأنها ستفهم وقتها إننا لا نقاتل بعضنا البعض أو أن ديننا يحضنا على العنف، وأن تفسير نفر منا الخاطئ لهذا الدين هو الذي صاغ لدينا عقولا متطرفة أصحابها هم الذين يمارسون العنف، ونحن نرفض ذلك ونقاومه وسنقضي عليه ونمد أيدينا لكل من يساعدنا في القضاء عليه، ولا يشجع أو يدعم هذه المجموعات المتطرفة.. انتبهوا ليس المتطرفون وحدهم هم الذين يسيئون للدين الإسلامي، من يتقاعسون في مواجهة المتطرفين شركاء معهم.
الجريدة الرسمية