رئيس التحرير
عصام كامل

قرارات المجالس الطبية المتخصصة


أصدرت المجالس الطبية المتخصصة قرارا غير منطقي يخص مرضى الغسيل الكلوي، دون اعتبار لما يتركه هذا القرار على المريض من أثر.. فبدلا من تسهيل إجراءات العمل وتخفيف الآلام على المرضى يقوم المسئولون باتخاذ قرارات ذات أثر سيئ ليس على المريض فحسب، وإنما على أهل المريض أيضا..


كان مسموحًا أن يقوم أحد أقارب المريض-الابن أو الابنة- بعمل إجراءات التجديد في حالة أن المريض حالته لا تسمح، وذلك لكبار السن، ولكن فوجئ المترددون بإلغائه بدون سابق إنذار أو حتى إبلاغ المرضى به، واستحداث نظام يقضى بأن يقوم المريض بنفسه بعمل الإجراءات، لكى يتأكدوا أن المريض ما زال على قيد الحياة، وأنه ما زال يحتاج غسيل للكلى.

هل ذلك القرار منطقي؟ هل سنجد كل يوم من يصدر قرارا بالمنع دون أن يدرس ما هي آثار القرار على الناس، وحتى إن لم توجد أي بدائل للتحقق من حياة المريض أو استحقاقه لعملية الغسيل، فعلى متخذ القرار أن يراعى الله في المرضى فلن يبقى حال على حاله، فكم من سليم بات عليلا، وكم من عليل شفاه الله دون أن يحتاج من البشر شيئا.

إننا نعانى في بلادنا من قرارات المسئولين غير الحكيمة التي تصدر دون دراسة، والتي تتسبب في إيذاء البسطاء فكيف لمريض يعانى من متاعب في الكلية تستلزم الغسيل الكلوى المتكرر، أن يذهب إلى المجلس الطبية لتجديد قرار العلاج لا لشيء إلا ليتأكد الموظف أن أهل المريض أو المستشفى لا تسرق قرار العلاج..هل هذا طبيعى؟
وهل تم تهيئة الأماكن لاستقبال المرضى أم أن المريض سيجلس على الأرض في انتظار الموظف لإنهاء أوراقه؟

إلى كل متخذ قرار قبل أن تتفضل باتخاذ قرار ارجو أن تقوم بمناقشة قرارك على من ستقوم بتنفيذ قرارك"المناقشة المجتمعية" فإن لم يكن لديك القدرة على طرح البدائل، فيمكن لك أن تستفيد من البدائل التي سيطرحها عليك من سيسرى عليهم القرار.

أرجو قبل أن نصدر قرارا أن نتروى ونضع أنفسنا مكان الآخرين، فذلك التوازن وتلك الحكمة والرحمة سيكون لها اعظم الأثر بعدما اثقل بعض المسئولين كاهلنا من فرط قراراتهم التي أثرت بالسلب على حياتنا.
الجريدة الرسمية