رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفشل كبير ولابد من التغيير


عندما قرأت ما قالته الطالبة أميرة عراقي من تصريحات مؤسفة تنم عن نفسية حاقدة كارهة كسائر الجماعة الإرهابية التي نشأت في بيئتها، تمنيت أن تكون لدينا حكومة قادرة على اتخاذ القرار وتنفيذ العقاب، ولأن حكومة شريف إسماعيل عاجزة عن فعل أي شيء حتى بات التطاول والتبجح سمة في المجمتع.

 لكن جاء حفظ ماء وجه الحكومة الغافلة ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا تقدم به المحامي سمير صبري ضد أميرة عراقي الأولى على الثانوية العامة، اتهمها فيه بالخيانة والانضمام لتنظيم إرهابي والتطاول على رئيس الجمهورية، حيث تحدثت بأسلوب وقح عبر مداخلة هاتفية مع قناة إخوانية تبث من تركيا وقالت للخائن محمد ناصر إنها لن تقبل دعوة الرئيس السيسي إذا أقام تكريما للأوائل لأنه برأيها "قاتل وخائن يتعين محاكمته بل وإعدامه"..

نعم نحب الرئيس السيسي ونقدره ولن ننسى دوره في الحفاظ على مصر وتخليصها من جماعة إرهابية ماسونية أرادت تقسيم بلدنا إلى ثلاث دول لتضمن السيطرة عليها مئات السنين. كما نثق في أن الرئيس يواصل الليل بالنهار لمتابعة أحوال البلد وملاحقة أزمات ومؤمرات لا تنتهي إن كان من دول الشر في الخارج أو خونة وقبيضة وعملاء الداخل وهؤلاء ما أكثرهم.

 من هنا يحتاج الرئيس إلى معاونين ومسئولين تنفيذيين مقاتلين يبذلون الغالي والنفيس لإصلاح أحوال البلد ومواجهة أزماته.. لكن هل شيء من هذا حدث على أرض الواقع؟!

أعاد الرئيس السيسي الأمن والأمان والاستقرار بعد سنوات من الفوضى والإرهاب والحرق والتفجيرات، وهي نعمة لا تقدر بثمن عرفنا قيمتها عندما افتقدناها، كما أنها الضمانة الأولى للتنمية والاستثمار وانطلاقة كل شيء في البلد، لكن مع تحقيقها هل استفادت الحكومة منها وماذا فعلت؟!

ما نراه ونلمسه على أرض الواقع أن حكومة المهندس إبراهيم محلب كانت أكثر جهدا وعطاء وإنجازا، ورغم ذلك عندما وجد الرئيس عدم رضا شعبي عنها بادر إلى تغييرها، لكن برأيي الشخصي إن اختياره شريف إسماعيل لرئاسة الحكومة لم يكن موفقا، من هنا توقف الإنجاز وبدأت الأمور في التدهور. فإذا كان محلب صاحب تاريخ كبير ونجاح مشهود له في مواقع كثيرة، فما تاريخ وإنجازات شريف إسماعيل، وماذا حقق منذ تولى رئاسة الحكومة؟!

الواقع يفيد بأن من كانت قدراته محدودة ولا يستطيع القيادة، فمن الطبيعي أنه لن يختار وزراء أكفأ منه حفاظا على هيبته ومركزه، وحتى يتمكن من السيطرة على الوزراء. من هنا جاءت تشكيلة الحكومة هزلية بلا كفاءات إلا بعض الوزراء المستمرين من حكومة محلب، خصوصا في الوزارات السيادية.

 من هنا فشل شريف إسماعيل وأخفق وزراؤه وفلتت الأمور، فهو لا يستطيع محاسبتهم أو متابعة عطائهم لأنه ببساطة يفتقد القيادة والقدرة على التخطيط ومتابعة التنفيذ.

هربت الاستثمارات واختنق الاقتصاد وأدرك الوزراء أن رئيس الحكومة لا حول له ولا قوة، فاسترخى الجميع وتوقف العمل والإنجاز.

حالة التراخي الحكومي وضعف رئيسها تلقفها "الإخوان" ومعهم قادة المؤامرة لضرب مصر اقتصاديا، افتعلوا أزمة الدولار الذي أشعل أزمات لا حصر لها وتسبب في هروب كثير من المستثمرين، وزادت معه الأسعار داخليا لأن البلد يعتمد على الواردات ولا ينتج، وزاد الطين بلة والأمور سوءا وتجلى الفشل الكبير مع قرارات "موتورة وغير مسئولة" اتخذها محافظ البنك المركزي طارق عامر، فكل القرارات التي لجأ إليها لمواجهة نقص الدولار أدت إلى زيادة سعر الدولار ونزيف الجنيه المصري وخفض قيمته، وبالتالي زاد الغلاء وارتفعت الأسعار التي تحملها المواطن البسيط ووقفت الحكومة عاجزة عن مواجهة الأزمات.

طارق عامر غير مؤهل لشغل منصب محافظ البنك المركزي وتسبب في انهيار قيمة الجنيه خلال أشهر معدودة، واستمراره في منصبه ينذر بعواقب وخيمة، لذا على الرئيس السيسي أن يبادر بإقالته وتعيين اقتصادي محنك لديه حلول ابتكارية لمواجهة الأزمة وإدارتها بشكل سريع يعيد للجنيه اعتباره ويوقف النزيف الحالي.

 كما على الرئيس إقالة حكومة شريف إسماعيل بعد الفشل الكبير في جميع الملفات واختيار حكومة اقتصادية تواجه ما نحن فيه بأساليب علمية لتعويض ما فات وإنقاذ الوضع المتردي.

Advertisements
الجريدة الرسمية