رئيس التحرير
عصام كامل

علي أمين يكتب: تأميم القناة

فيتو

 بعد إعلان الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس وانتقال إدارتها إلى المصريين.

 ونشرت جريدة الأخبار في مثل هذا اليوم، 27 يوليو 1956، مقالًا كتبه الراحل علي أمين تحت عنوان «تأميم القناة» قال فيه:


 "يارب، كنت أعرف أنك لن تتخلى عنا، كنت أشعر بأنك ستبقى معنا في هذه الأيام، فنحن لم نحتمِ في غفرانك، وإنما احتمينا في عدالتك، لم نسرق ولم ننهب، ولم نأخذ اللقمة من فم جائع، ولم نخطف الكعكة من يد يتيم".

 وتابع: "كل ما فعلناه هو أننا استعدنا ما سُرق منا، وما نُهب من آبائنا وأجدادنا، ولم نعاقب السارق ولم نسلمه للعدالة.. بل كنا كرامًا فأبدينا استعدادنا أن ندفع له ثمن المسروقات التي سرقها منا وبالسعر الذي حدده، ولما استعدنا الفنادق المسروقة، لم نرفع الأسعار على الزبائن، ولم نحاول فرض إرادتنا على الضيوف، لقد فتحنا أبواب الفندق للجميع وبالأسعار القديمة".

 وأضاف علي أمين في مقاله: "لم نفسخ اتفاقًا دوليًا، ولكنا استعملنا حقنا في تأميم شركة مصرية، كما استعملت إنجلترا حقها في تأميم صناعات الصلب والتعدين والمواصلات، ومع ذلك قامت الدنيا وقعدت، وراحت الصحف العالمية تطالب باستعمال القوة للقبض على المجني عليه والاقتصاص من المظلوم، لكننا لا نريد أن نشتت جهودنا أو نضيع وقتنا في رد الشتائم وتبادل اللكمات وفرش الملاية للكبار الذين حولتهم الحوادث إلى صغار".

 واختتم مقاله قائلَا: "يارب، إننا تريد أن نبني بلادنا، لا أن نهدم بلاد غيرنا، نريد أن نرفع مستوى الشعب بعرق الجبين، لا بماء الوجه، نريد أن نثبت للدنيا أن القوة لا يمكن أن تغلب الحق، وأن عدالة السماء لا يمكن أن تنصر الأقوياء على الظالمين، وأن عين السماء لا تغفل عن قطاع طرق يحاولون سرقة أقوات الفقراء في وضح النهار".
الجريدة الرسمية