رئيس التحرير
عصام كامل

هل يتاجر الوزراء بالدولار !


لم يعد هناك أي ضرورة لمقدمات بلاغية أو تمهيدية للكتابة عن أحوال مصر الوطن والدولة في تلكم الأيام شديدة القتامة والسوء الخطر.. الوطن يا ساده في حالة إنحدار مفزعه فماذا أنتم فاعلون؟ هل تنتظرون سقوط مصر في الفوضى الكامله أو أن تعلن مصر إفلاسها ويتقبل الجميع الأمر الواقع بكل يسر وسهولة!.. إذن أنتم واهمون ولا تدركون أن الأكثرية من المصريين لا يمتلكون ودائع دولارية مثل التي تملكونها ويمكنهم تغطية حاجاتهم الأساسية منها..المصريون فقراء ولا يملكون حتى ودائع بالجنيه الذي تصرون على سحقه تماما أمام الدولار وبقية العملات الأخرى!


هل يتاجر السادة الوزراء بالدولار؟ وهل يتأمرون على مصر بحق.. وهل يتآمر النظام على نفسه بهذه الطريقة حتى يهوى بعملة وطنه إلى هذا الدرك الأسفل والأسود! هل يقوم السادة الوزراء بممارسة الدولرة، أي المضاربة بالدولار أمام الجنيه وتحقيق ثروات طائلة في أيام معدودات ولكنها أيام نحسات على وطن مكلوم!.. إن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا إذن السكوت على مافيا الدولار وعدم سن تشريعات عاجلة تفرض أقصى عقوبة على المتلاعبين بعملتنا الوطنية.. هؤلاء يستحقون الإعدام وأن يحاكموا أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ.. لماذا يسكتون عن هؤلاء ولما تختفى التشريعات ونحن أفضل نظام به ترزية قوانين ولنا شهرة مدوية في هذا المجال!

الكلام مطروح وبقوة في الشارع المصرى وليس هناك تهكم أو سخرية عندما يشك المواطن العادى المحب لوطنه والخائف على حياته في أننا إما أمام مؤامرة فعلية من الحكومة نفسها ووزرائها على الاقتصاد المصرى والسعى نحو إفلاس مصر بسياسات تعدت مرحلة الغباء والفشل.. أو أن هؤلاء الوزراء عاجزون ولا يصلحون لإدارة محل بقاله في أصغر قريه مصريه! ولكن يبقى السؤال الخطير هنا: لماذا يصر النظام على باقئهم إن كانوا بكل هذا الفشل والعجز والخيبه في مواجهة صعود الدولار الذي يفتك بنا أكثر من الإرهاب المحتمل أو حتى القائم في سيناء ويجاهده جيش مصر العظيم.

لقد حذرنا كثيرا ومازلنا نحذر من اندلاع فوضى عارمة يكون الجوع محركها الأساسى، ناهيك عن وجود أية بوادر للأمل عند الناس، فمن ينزل للأسواق يرى ركودا مروعا بفعل التضخم، يكفيك أن تعرف أن كيلو اللحوم المجمدة التي كانت تسد رمق الفقراء رغم رداءتها، تعدت حاجز الخمسين جنيه وستصل للستين إن استمر الوضع على هذا المنوال المزرى الذي يتسارع ساعة بعد أخرى..قس على ذلك كافة أنواع السلع لأننا للأسف لا ننتج إلا هزلا ورقصا وأغانى هابطة وأساطير من نوعية ممثلى ومنتجى ومخرجى مسلسلات البلطجية الذين يكرمهم السادة الوزراء عندنا !

السؤال المتبقى الآن هو: ماذا سيفعل الرئيس ومتى يخرج بقرارات عاجلة وحاسمة تصلح المعووج بعيدا عن عبقرية السيد المحافظ المؤمن الذي دعا لعمل ختمة قرآنية لمصر حتى تخرج من أزمتها..تخيل!..متى يصدر قرارات بحظر الاستيراد إلا في السلع الأساسية والأدوية التي لا يوجد لها بديل محلى..متى يضرب بيد من حديد على من يمس مصر ويقترب لها وها نحن نرى الدولار ومن يتاجرون به قد قسموها ولم يمسوها فقط..متى..متى!
أم نحن في طريق اللا عودة..اللهم الطف بمصر الوطن وشبه الدولة.
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية