رئيس التحرير
عصام كامل

ثغرة أمنية!


لأنها ليست المرة الأولى التي أسافر فيها للإسكندرية مستخدمًا القطار فلم أفاجأ بالطبع بالإجراءات الأمنية المستخدمة في تأمين الركاب، خاصة الإجراءات المصاحبة لدخول محطات الركوب سواء في القاهرة أو الإسكندرية.. فهذه الإجراءات باتت ضرورية، بعد أن حاول المخربون تفجير بعض العبوات المتفجرة في محطة مصر بالقاهرة في إطار عمليات العنف الواسعة التي طالتنا في أماكن شتى بالبلاد في أعقاب فض اعتصام رابعة.


وحسبنا أن هذه الإجراءات لا تستثني كل مواطن يدخل محطة السكة الحديد وما يحمله من حقائب.. ولكن كما يقال للأسف: «الحلو لا يكتمل!»

فإن محطة سيدي جابر بمدينة الإسكندرية التي تم تجديدها منذ سنوات قليلة تطبق فيها وبحزم تلك الإجراءات الأمنية مثلها «كمحطة مصر» في المدينة لضمان أمن المواطنين الذين يستخدمون القطار الذي يستحق منا أن نشيد بتحسن خدمة النقل به عما كان عليه الحال من قبل..

إلا أن هناك ثغرة أمنية لا أعرف لماذا لم يتنبه إليها المسئولون عن الأمن في دخول هذه المحطة التي لا تمر بها القطارات القادمة أو الذاهبة إلى القاهرة وإنما يمر بها أيضًا القطار القادم والذاهب إلى «أبو قير» ومحطات هذا القطار مفتوحة أبوابها على مصراعيها ولا نحظى بأي قدر من التأمين..

بل إن الركاب يدخلونها من خارج الأبواب وبالمرور عادة على شريط القطار.. لذلك فإن من لا يريد أن يخضع هو وما يحمله للتفتيش ويبغي الدخــول إلى محطة سيدي جابر في مقدوره ذلك، عليه فقط أن يستقــل مطار «أبو قير» قبل محطة سيدي جابر بمحطة واحدة وسيجد نفسه في قلبها، حيث سينزل من القطار على ذات الرصيف الذي يقضي عليه القطار الآتي الذاهب إلى القاهرة.

إنها ثغرة واضحة وميسرة لمن يريد أن يمارس شرًا أو يقوم بعمل إرهابي أو إيذاء ركاب ورواد المحطة وهو دومًا في معظم ساعات الليل والنهار عددهم كبير.. والغريب أن من يتولون تأميـــن محطة سيدي جابر لم ينتبهوا لهذه الثغرة، أما إذا كانوا قد انتبهوا ولم يفعلوا شيئًا فإن الخطأ سيكون مضاعفًا وربما يصل إلى درجة الخطيئة!

أعرف أنه ليس سهلا تأمين بقية محطات قطار «أبو قير»، ماليًا ولوجستيًا، ولكنني أعرض أيضًا أن ترك ثغرة أمنية قد يكلفنا أكثر من تكلفة هذا التأمين ماديًا ومعنويًا.
الجريدة الرسمية