رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د.هالة مصطفى.. والمال السياسي!


من أكثر كتبي التي صاحب صدورها ردود أفعال واسعة كان كتابي «أسرى المال السياسي.. وثائق التمويل الأجنبي السري لمنظمات مصرية»، وهو الكتاب الذي صدر عام ٢٠١٢ عن مؤسسة «أخبار اليوم»، ثم أعادت الهيئة العامة للكتاب إصداره عام ٢٠١٥ نجد سلسلة مكتبة الأسرة.. وهذا أمر ليس مفاجئًا لي ولغيري ولأن هذا الكتاب اعتمد أساسًا على المعلومات الموثقة..


وكانت مصــادري فيه عــدة وثائق رسمية هي أساسًا وثائق أربعة بالتقرير الذي اضطرت السفيرة الأمريكية آن باترسون لتقديمه للمشير طنطاوي، الذي اشترط الحصول على هذا التقرير الذي يشمل أسماء منظمات المجتمع المدني المصرية التي حصلت على تمويل سري أمريكي في النصف الأول من عام ٢٠١١ مقابل قبول أوراق باترسون سفيرة لأمريكا في مصر.. ثم التقرير الشامل الذي أعدته وزارة التعاون الدولي حول حجم التمويل السري الذي حصلت عليه جمعيات ومنظمات مصرية في هذه الفترة.. وثالثًا تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها حكومة د. عصام شرف حول هذه القضيـــة المهمة التي أثارتها وتصدت بشجاعة لكشف أسرارها الوزيرة الجسورة فايزة أبوالنجا وتعرضت بسبب ذلك وقتها ليس لغضب أمريكا فقط وإنما لضغوط داخلية وتهديدات بالقتل.. ورابعًا تقرير هيئة المساعدات الأمريكية بخصوص هذا الموضوع.

وكان من بين ردود الأفعال التي صاحبت نشر هذا الكتاب، والتي مازالت مستمرة قيام د. هالة مصطفى، أستاذ العلوم السياسية والكاتبة بالأهرام بالاتصال تليفونيًا بي لتؤكد أنها لم تحصل في أي وقت على تمويل سري أو علني أمريكي وذلك تعقبًا على ورود اسمها في وثيقة وزارة التعاون الدولي في الوضع الخاص الذي أورد فيه التقرير اسم منظمة «إيد في إيد من أجل مصر» من ضمن المنظمات التي حصلت على تمويل أمريكي سري في إطار برنامج «التمويل المباشر للديمقراطية والحكم منذ عام ٢٠٠٥ وحتى عام ٢٠١١، وقد بلغ ما حصلت عليه هذه المنظمة نحو مليون ونصف المليون دولار.. وجاء اسم الدكتورة هالة في إطار ملاحظة سجلها هذا التقرير على هذه المنظمة عندما أورد نحو ١٢ اسمًا أوردتها معلومات منشورة على الإنترنت شاركوا في تأسيس هذه المنظمة «إيد في إيد من أجل مصر» والتي لم تسجل في وزارة التضامن.

وبعد أن أوضحت للدكتورة هالة مصادري في تلك المعلومات طرحت عليها أن ترسل لي ردًا مكتوبًا تبين فيه ما إذا كان لها علاقة بهذه المنظمة أو غيرها من منظمات المجتمع المدني.. وقد أرسلت بالفعل هذا الرد وقالت فيه إنها لم تطلب أو تحصل على أي تمويل أجنبي طوال عمرها المهني بمؤسسة الأهرام منذ بداية الثمانينيات وحتى الآن والذي تولت خلال ١٢ عامًا منه رئاسة تحرير مجلة أكاديمية مصرية خالصة هي مجلة الديمقراطية التي تصدر عن مؤسسة الأهرام..

وقالت أيضًا إن ورود اسمها في إحدى وثائق الكتاب هو خطأ غير مقصود، إن هناك خلطًا بينها وبين شخصية أخرى ظهرت بنفس الاسم منذ سنوات كمتحدث للحزب الديمقراطي الاجتماعي وقت رئاسة د. محمد أبوالغار له وقد تسبب هذا الخلط لها في كثير من الأضرار المهنية والسياسية، حيث تكرر نشر تصريحات تلك الشخصية، مما اضطرها بعد استنفاد الطرق الودية مع رئيس الحزب لكى تتخذ المذكورة اسم شهرة آخر أو تكتب اسمها ثلاثيًا للتمييز، إلى توجيه إنذار قانوني له، وقد استمرت المشكلة لأكثر من عامين قبل أن تختفي هذه الشخصية تقريبًا من الحياة العامة.

وها أنا أوفي بوعدي للدكتورة هالة وأنشر ردها ونفيها بأنها تلقت تمويلا أجنبيًا سريًا كان أم علنيًا.. فقد حرصت دومًا طوال نصف قرن على قتال في بلاط صاحبة الجلالة على الحقيقة، والحقيقة وحدها.
Advertisements
الجريدة الرسمية