رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالعدل يا ريس وليس بهياكل الفراخ


بالقطع، الرئيس يعلم كل ذلك أو على الأقل بعضه.. وبالتأكيد ما أسماه الرئيس بالكتائب التي ترد على منتقدى الرئيس على فيس بوك تنقل له أشياء كثيرة..  يتم إخبار الرئيس بالسخرية من المشروعات الكبيرة التي لم تؤت بأية ثمار ولن تغير شيئًا في الوضع الاقتصادى المزرى الذي نعانيه، يتم إعلام الرئيس بالتهكم من بعض الجمل التي أثبتت السياسات الرئاسية والحكومية عكسها ومن أشهرها (الشعب لم يجد من يحنو عليه) و(أنتم متعرفوش أنكم نور عنينا ولا إيه).. إيه يا ريس،،، بالقطع (إيه) هي إل شغاله وإيه هي التي تمس الشعب و(إيه) هنا الجميع يشعر بها من غلاء فاجر كنا سنتحمله جميعا بشىء كبير من الرضا إن كان لنا أو قل علينا جميعا، لكن الواقع يا ريس أن (إيه) تمس فقط الأكثريه المفقورة الضيعفة التي تُحملها حكومة شريف إسماعيل خطط الإفساد الاقتصادى المسماة ظلما بالإصلاح !



هياكل الدجاج يا ريس !
نشرت الصحف المصرية تقريرا مروعا للجهاز المركزى للإحصاء ينذر بكوارث اجتماعية وسياسة يجب أن يخشى النظام كله وليس فقط شخص الرئيس من تأثيرها السلبى المتوقع عليه، وبالطبع هذا الجهاز حكومى وليس "إخواني أو ينايرجى أو بردعاوى أو نكسجى" كما يحلو للسادة المبرراتية أن يصفوا كل من ينتقد إعوجاجا في سياسات الدولة أو ما أسماه الرئيس نفسه بشبه الدولة المصرية..

 

نشر التقرير الرسمى أن نصف الشعب المصرى.. نعم الرقم صحيح وفقا للتقرير وعلى عهدة ناشريه، نصف المصريين أي ما يقرب من 45 مليون بنى آدم يأكلون هياكل الفراخ ورءوس الأسماك وعظام الحيوانات لعجزهم عن شراء دجاجه.. فرخة يعنى يا سادة أو كيلو سمك أو... والعياذ بالله الاختراع المسمى باللحوم الحمراء !

وما زال الرئيس يضحك !
نسعد جدا وتغمرنا النشوة عندما نرى قيادتنا سعيدة ومطمئنة.. لكن أن نقرأ كلاما مثل هذا صادرا من جهة رسمية خاضعة للدولة، فنحن إذن أمام أخطار فادحة لا تتوافق مع ضحك الرئيس وابتساماته في لقاءاته الرسمية وشبه الرسمية الأخيرة..

 

 ضحك السيد الرئيس يعطى رسالة بالثقة والأمن والأمان.. ولكن من قال إن الأمن فقط يعنى امتلاك قوة عسكرية رادعة! الأمن يبدأ من السلم الاجتماعى وغياب الفجوات الطبقية السافرة وتدنى مستوى الأحقاد في المجتمع.. الأمن يبدأ من الغذاء يا سادة.. الأمن منشأه العدل وطريقه المساواة ونهايته الحتمية أمن الحاكم الشخصى وأمن نظامه واستقرار حكمه أو (مُلكه) لأنه الأقرب للدقة في مصر والعالم..لا مؤاخذة.. العربى !

نجوع، ما نجوع ! طيب ليه سيادتك !
يبدو الكلام مكررا ومريرا إن قلنا إننا، مع كل الانهيار الاقتصادى الذي نعيشه ومع قتل الدولار للجنيه، إلا أننا مازلنا نمتلك الفرصة أن نعيش جميعا ونحيا بعزة ومحبة وثقة وكرامة وخير إن قام الرئيس بإصدار قرارات سيادية بها مسحة، والله مسحة فقط، من العدالة، فليتذكر جمال عبد الناصر في يوم حركة الجيش في 23 يوليو وما قام به في شهور قليلة من قرارات اجتماعية عادلة وحاسمة..على الرئيس أن يبتعد عن منهج السادات الذي دمر اقتصاد مصر وأطاح بالطبقة الوسطى وسحق الجميع غلاء وفقرا وانفتاحا أهوجا..ألا يستطيع الرئيس الذي يملك صلاحيات واسعة أن يوقف الزيادة الرهيبة في أجور الكبار في نظامه وبالمقابل يرفع رويد رويدا من شأن الضعفاء الذين حتما سيقفون معه متناسين كل ما مضى وأية أحقاد سياسية أو اجتماعية.. لكن للأسف النقيض هو ما يحدث !

حتى القمع ينسيه الطعام !
نسى كثير من الناس قمع ناصر واستبداه وجبروته بل وهزيمته ونكسة مصر في 67 لأنهم ببساطة كانوا يجدون ما يتعايشون به بسهولة، كان راتب القاضى أو الضابط قريبا جدا من راتب المعلم ومن راتب الطبيب والموظف العادى والذي أصبح سبة في هذا العصر وصار هدفا للضرب من قلة من لاعبى الكرة البلطجية ومن بعض السادة الضباط الباشوات ومن نوابنا و(نوائبنا) الذين ابتلينا بهم في مجلس سيد قراراه أو من كل مسنود ومسنودة بنفوذ أو مال أو كليهما.. فقط قليل من العدل ونأكل جميعا ونبقى كده كمان مثلما قال الرئيس.. لن نكون كده بالجوع والفقر وهياكل الفراخ يا سيادة الرئيس.. هذا الكلام ربما لا ينقل لك أو ربما تعرفه مسبقا لكننا نؤكد عليه خوفا على مصر التي لا نتمنى سقوطها والتي نحبها رغم ظلم حكوماتها.. لكننا أبدا سنظل نحارب من أجل بقائها... بالعدل يا ريس وليس بهياكل الدجاج !
fotuheng@gmail.com

Advertisements
الجريدة الرسمية